شاهدنا بتأثر بالغ صور بنات الإخوان وهن يقبعن خلف القضبان، وللحقيقة فقد بدا المشهد مؤثرا، صبايا في عمر الزهور، تغلف وجوههن البراءة، كالملائكة يرتدين ثيابا ابيضا، وتعلو شفاههن البسمة، من ذا القلب الحجري الذي لا يتأثر بهذا المشهد؟ حاول البعض أن يصدر هذا المشهد وان يستغل محاكمة هؤلاء البنات لإحداث هذا الأثر والمتاجرة به شأنه شأن الدم واستغلال الأطفال؟ في القانون علي حد علمي يتساوي الجميع، فالقاتل يطبق عليه الحكم دون النظر إلي جنس الجاني، وقاطع الطريق يعاقب أيضا بصرف النظر عن جنس مرتكبه ذكرا كان أم أنثي مع الأخذ في الاعتبار وضع القصر في القانون. والرسالة التي يجب أن نوجهها إلي بناتنا ممن غيبن واللائي بدين متماسكات في قفص الاتهام، مبتسمات غير عابئات بمصيرهن، ينتظرن الجنة، جراء أفعالهن كما فهمن وتربين رسالتنا إليهن أن اهتموا بمستقبلكن، لا نقول لكم كفوا عن التظاهر أو تأييد هذا الطرف أو ذاك، لكن دون عنف، دون تخريب أو قطع طريق وتعطيل مصالح الناس. لقد تأثرنا كثيرا لوجودكن خلف القضبان، كما أننا تأثرنا جدا وحزنا علي مشاهد العنف والتخريب وقطع الطرق التي قمن به بعضكن أو بعض أخواتكن، حزنا جدا لترويع الناس والإصرار علي تعطيل الدراسة وتخريب المنشآت التعليمية ومحاولة تعطيل وشل الدولة المصرية، وكنا أكثر حزنا علي ما وصلتن إليه من تغيب للعقل وفهمكن دور المرأة في الإسلام بشكل خاطئ. إن المشهد الذي صدر إلينا، ما هو إلا حلقة جديدة من مشاهد مفتعلة ومتكررة من الإخوان بإحداث صدام مع الدولة ينجم عنه عنف ودم واعتقال، وذلك لتكريس فكرة المظلومية التي يود قادة الإخوان تصديرها للعالم وللتاريخ حتي ولو كان علي جثث وأشلاء ومستقبل شباب في عمر الزهور.