قال علماء، إنه يبدو أن رحلة المذنب أيسون التي بدأت قبل أكثر من 5.5 مليون سنة، انتهت خلال رحلته الانتحارية حول المجموعة الشمسية الداخلية، حيث لم يتم رصد أي أثر له، أو لذيله البراق، أو حتي بقاياه من الصخور والغبار، وذلك بعد مروره علي مسافة 1.2 مليون كيلومتر عن سطح الشمس أمس الخميس. وقال عالم الفيزياء الفلكية كارل باتامز، من معمل أبحاث القوات البحرية في واشنطن خلال مقابلة مع تليفزيون إدارة الطيران والفضاء الأمريكية 'ناسا'، 'لم أر شيئا يبرز من خلف قرص الشمس، وربما كان هذا هو المسمار الأخير في نعش هذا المذنب، من المؤسف أن ينتهي بهذه الطريقة لكننا سنعرف المزيد عن هذا المذنب'.وفي أقرب نقطة كان أيسون يسير بسرعة تزيد علي 350 كيلومترا في الثانية عبر الغلاف الجوي للشمس. وفي هذه المرحلة بلغت درجة حرارته 2760 درجة مئوية، وهي درجة تكفي لتبخير لا جليد المذنب فحسب بل وما فيه من غبار وصخور، وإذا نجت قطع كبيرة من المذنب من لهيب الشمس القريب فقد يتسني رؤيتها بالعين المجردة في أجواء الأرض في غضون أسبوع أو اثنين. وتتألف المجموعة الشمسية الداخلية من الكواكب الأربعة القريبة من الشمس، وهي عطارد والزهرة والأرض والمريخ، وتفصلها عن المجموعة الشمسية الخارجية التي تشمل بقية كواكب المجموعة ما يعرف باسم حزام الكويكبات، وهو منطقة تقع بين كوكبي المريخ والمشتري، وتدور فيها كمية هائلة من الكويكبات الصغيرة التي تتكون في الأساس من الصخور وبعض المعادن. وكان فلكيان هاويان رصدا المذنب أيسون العام الماضي باستخدام الشبكة البصرية العلمية الدولية الروسية المعروفة اختصارا باسم 'ايسون'، عندما كان علي مسافة بعيدة عن كوكب المشتري، ما أنعش الآمال بإمكان رؤيته بالعين المجردة عندما يقترب من الأرض في مشهد مثير في ديسمبر القادم.