اعرب د.محمد صابر عرب وزير الثقافة عن سعادته أثناء تجوله في معرض الفنان د.حمدي عبد الله بعنوان ' شفرة بصرية 2 ' والذي يتسم بقدر هائل من البساطة والحوار والوعي والجمال، متمنيا للفنان مزيدا من العطاء ومؤكدا علي وجود حالة من الهدوء والتناغم بين اللوحات كأنها كتاب واحد، وأن الفنان حمدي عبد الله راعي كل قواعد التشكيل حيث يري كل فرد الرمز حسب ثقافته، وأوضح الوزير أن مهمة وزارة الثقافة ان تحمي المثقف وان تقدم أعماله وترعاه وتقدمه للمجتمع سواء في الفن التشكيلي أو المسرح والسينما أو النشر علي اعتبار أن الفن والثقافة لهما دور رئيسي وخصوصا في هذه المرحلة من تاريخ هذا الوطن، مضيفا أنه علي ثقة بأن المرحلة القادمة ستشهد ابداعا أكبر بحكم أن الثورات، يعقبها حتما حراك ثقافي وفني في كل مجالات الإبداع وأن المستقبل سيكون أكثر وعيا وتقدما وزدهارا. وكان وزير الثقافة قد افتتح معرض الفنان حمدي عبد الله الذي حمل عنوان'شفرة بصرية 2'، يرافقه د.صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية بحضور د.عبد الناصر حسن رئيس دار الكتب والوثائق القومية، د.أحمد عبد الفتاح رئيس الادارة المركزية للمتاحف والمعارض، محمد دياب رئيس الادارة المركزية لمراكز الفنون بالجزيرة، الفنان محمد عبلة، د.أشرف رضا، ولفيف من الاعلاميين والصحفيين والمهتمين بالحركة التشكيلية في مصر وذلك بقاعة الباب سليم بمتحف الفن الحديث، ويستمر المعرض حتي 11 نوفمبر القادم. يضم المعرض 90 لوحة رسم بالقلم الأسود الشيني، وهو امتداد للمعرض السابق ' شفرة بصرية 1 ' الذي اقيم في ابريل 2008، وقد اعتمد الفنان في هذا المعرض علي عنصر الخط، الذي كان البطل في تلك الأعمال، يتحرك علي السطح بتلقائية وتعبيرية وينساب بسهولة يُقطر الأشكال المرمزة، فهو بجانب تشكيلة لهذه الأشكال يتقمص ادوار كثيرة عندما يحددها ويؤكد علي رمزيتها، فهو مرحلة داخل الذات البشرية، فهو يعمل علي ارسال رسائل وجدانبة وبصرية تخاطب كلا من حاستي الوجدان والبشر، مع مراعاه شروط التشكيل الجيد ليعيد للمشاهد قراءتها مرات ومرات للوصول للمتعة المنشودة. ويقول المليجي أن عبد الله استطاع أن يبتعد بمضامين موضوعاته عن التعقيد أو إجهاد ذهن المتلقي فنجدها سلسة وقريبة من وجدان المشاهد، مشيرا إلي أنه علي سطوح لوحات الفنان يتلاقي المتباين والمتجانس والمتماثل وتتآلف الحقيقة والخيال وتتكامل الرؤي الدرامية في حبكة فنية رفيعة المستوي، أضفي عليها اسلوبه الغامض المتنقل بين الحسي والمادي أجواء من التشويق والإثارة للوقوف علي مغزي ما يبغي محاورة جمهوره به، وأضاف المليجي أن عبد الله اختار أن تتسم أعماله بمشاهد مركبة جعلت سطوح لوحاته عالم من الثراء الفكري والابداع والجمالي الخطي الجاذب لعين ومشاعر وعقل المتلقي. وأشار عبد الله أنه عندما يلامس سن القلم الرصاص سطح الورقة البيضاء يحدث اشتباك بصري مرمز فتخرج الأعمال، فعنصر الخط يقوم بدور البطولة لما يتمتع به من القدرة علي التغييرات الشكلية وعناصر التشكيل معبرا موحيا لما يتضمنه من تغييرات متنوعة فنراه يتحرك بحرية وتلقائية عندما تستدعي التعبير عن بعض الأشكال التي تحمل ذات المعني أو تراه مقيدا أو محبوسا داخل اطر اخري وفي احيان ثالثة نجد أن كل ذلك مجتمعا في حوار تشكيلي واحد.