عقد اليوم بمعهد الرمد التذكارى المؤتمر العلمى لمناقشة اسباب الإعتلال الشبكة فى الاطفال حديثى الولادة ومن جانبه قال الدكتور محمد فوزى السودة رئيس الهيئة العامة للمستشفيات التعليمية بأن الهيئة تساند دوما أبنائها فى تنفيذ أحدث الأبحاث العلمية لخدمة المرضى، وللوصول إلى أفضل طريق التشخيص والعلاج، ومؤتمر اليوم يناقش موضوع فى غاية الأهمية، وهو الإعتلال الشبكى عند الأطفال حديثى الولادة، للحفاظ على عيون أطفالنا قبل فوات الأوان. لافتا ان التشخيص فى الوقت المناسب يساعد على العلاج السليم وعدم حدوث أية مضاعفات تؤثر نظر الطفل، وتساعده فى أن يعيش طفولته بصورة طبيعية، وتنشئة سوية تجعله نافعا لنفسه ولوطنه، ومن هنا تأتي أهمية البحث الذي تقوم به الهيئة والذى يهدف إلى تحديد نسبة انتشار هذا المرض في مصر، حيث لا يوجد بيانات دقيقة عن هذا المرض في مصر. مؤكدا ان هناك العديد من الأسباب التي تؤدى إلى الإصابة بالإعتلال الشبكي، لكن هذا المرض بوجه عام يصيب الأطفال الرضع المولودين أقل من 32 اسبوع أو مولودين بوزن أقل من 1.50 كيلو جرام، وخاصة أن هؤلاء الرضع يتم علاجهم بوحدات الرعايه المركزه للأطفال حديثي الولاده ويحتاجوا للعلاج بالأوكسجين بتركيز عالى والذى يوقف تطور الأوعية الدموية في الجزء غير المكتمل من الشبكية طوال فترة العلاج بالأكسجين لكن مع توقف العلاج بالأكسجين تبدأ أوعية دموية بالنمو بشكل سريع علي أطراف الجزء غير المكتمل من الشبكية، والتى إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب تؤدي إلى حدوث الإنفصال الشبكي. ومن جانبها أكدت الدكتورة حنان الغنيمي عميد معهد الرمد التذكارى بأن الإعتلال الشبكي في الأطفال حديثي الولادة هو أحد أسباب ضعف النظر الأكثر شيوعا لدي الأطفال، والذى قد يؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم فى هذه السن المبكرة، و هو عبارة عن اضطراب في نمو الأوعية الدموية بأطراف شبكية العين لدى الأطفال المبتسرين، يؤدي في بعض الحالات إلى حدوث انفصال شبكي و فقدان الابصار، و تأتى من هنا أهمية التعريف بالمرض، و نشر الثقافة الخاصة به سواءا لأطباء الحضانات أو أهل الأطفال، حتي لا يتم إهمال فحص الطفل في الوقت المناسب، والذى يؤدى إلى تأخر اكتشاف المرض وصعوبة علاجه. وفى سياق متصل قال الدكتور حازم النشار نائب مدير المعهد للشئون الفنية أن صعوبة تشخيص هذا المرض تتمثل فى أنه يمثل سباق ضد الوقت، لأن الوقت المناسب لتشخيص الطفل و علاجه حوالى 10 أيام، بعد ذلك يتطور المرض بشكل سريع ويصعب علاجه، كما أن الأطفال لا تظهر عليهم أية أعراض أثناء حدوث هذا المرض، بل إن تشخيص المرض يعتمد كليا علي فحص قاع العين والذى يقوم به طبيب عيون متخصص فى هذا المجال فى الوقت المحدد، حتى يمكن إنقاذ النظر لافتا ان نسبة الأطفال المصابين تختلف بإختلاف كبير بين الدول باختلاف مدي تطور المنظومة الصحية وانتشار الوعي بين مواطني الدولة، وإن كانت النسبة تترواح بين 20 - 40% من الأطفال الذين تنطبق عليهم مواصفات توقيع الفحص ويوجد عندهم تغيرات بالشبكية، معظم هذه الحالات تحتاج فقط إلى المتابعة المستمرة لحين اكتمال نمو الشبكية وحوالى 4 - 7% منهم يحتاجون الي التدخل العاجل لإنقاذ الشبكية. وقال أن أهم طرق العلاج تتمثل في إجراء ليزر علي شبكية العين أو إجراء حقن داخل العين، وذلك في حالة إكتشاف المرض فى الوقت المناسب، وعادة ما يؤدى العلاج في ذلك الوقت إلى نتائج جيدة جدا، لكن في حالة تأخر إكتشاف المرض نحتاج إلى التدخل الجراحى مباشرة لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وفى بعض الحالات المتأخرة يفقد المريض فرصة التدخل الجراحي لعدم جدواها.