كلما شاهدت البرنامج الجاد »واحد من الناس« الذي يقدمه عمرو الليثي مساء كل خميس.. تذكرت الزوجين العالمين الراحلين، الدكتور زهير نعمان والدكتورة عصمت عزت، العميدين المؤسسين لكلية طب قناة السويس. سألتهما مرة: هل من جديد عندكما؟.. أجابا بسؤال: وما الجديد الذي تبحث عنه؟.. قلت: دواء مختلف.. عملية تنفذ لأول مرة.. جهاز طبي مبتكر.. ردا: هذا موجود كل يوم. وفي الدول المتقدمة كل ثانية. لكن بالنسبة لنا. للأمر توجه آخر. سألت: وما هو؟.. قالا: تعال يوما لتر.. ذهبت في اليوم المحدد. وعندما وصلت الكلية، كانت قافلة طبية، تضم كل التخصصات، علي رأسها العميدان، تستعد للانطلاق الي موقع في مركز التل الكبير، في دقائق، شرحا لي الموقف، قالا: مهمة الطب في بلد مثل بلادنا، ليست أن يستقبل المرضي، أو ينتقل اليهم.. يشخص حالاتهم، ويصف لهم العلاج، وإنما، أن يبحث عن مسببات المرض، يحددها، الناس يمرضون.. بلا نهاية لأن المسببات موجودة، قوافلنا الطبية لاحظت أنه في هذا الجزء من التل الكبير، حالات الفشل الكلوي أكثر كثيرا من الاماكن الأخري، بحثنا، فوجدنا أن هناك خللا وعيوبا وتلوثا في مياه الشرب. ولا صرف صحي. إذن فهنا تكمن المشكلة. اتصلنا بالعمدة، والمسئولين بالمركز، وعن المياه والصرف الصحي. وبالمحافظ الدكتور أحمد جويلي، وساعدنا بعمل تحليلات، ومع الجميع توصلنا الي عناصر المشكلة، والحلول. وعملنا جميعا كفريق متكامل. عندما وصلنا الي القرية لاحظت استقبالا عظيما. وفي دوار العمدة توافدت المجموعة الذين كانوا يعرفون الدكاترة بالاسم. وجرت مناقشة تفصيلية عما تم في المياه وفي الصرف الصحي، اكثر من ذلك وجدت رجالا وسيدات من مختلف الأعمار يتحدثون كما لو كانوا من العاملين بالكلية أو الصحة، لكن انهم فرق المساعدين الصحيين، المتطوعين، الذين يحصلون علي تدريب بسيط، لكي يرشدوا المواطنين علي قواعد النظافة، وتجنب ما يسبب الأمراض من العادات. لذلك، فإن أولي أوليات الطب والعلاج والصحة في بلادنا لابد أن تبدأ من هنا.. من القضاء علي التلوث الزاحف علي البيوت نتيجة انعدام الصرف الصحي.. ومياه الشرب النظيفة، علي مياه نهرنا الخالد، وترعنا ومصارفنا، وعلي أراضينا وزراعاتنا. لابد من تجميع كل ما يتصل بمكافحة التلوث، للخروج بحلول تنهي هذه الكارثة، بطب حقيقي، لجميع الناس، وليس بقرارات استثنائية للمحاسيب، والاتباع تحت اسم العلاج علي نفقة الدولة، وكأن الملايين من المصريين عليهم أن يبحثوا عن علاج علي نفقة الدولة.. إن ال51 مليار جنيه التي استأثر بها المتاجرون بقرارات العلاج علي نفقة الدولة لو أن عشرة مليارات منها، عشرة آلاف مليون جنيه انفقت لحل مشكلة المياه والصرف الصحي، لكنا انتهينا من هذا العار! اقتراح ل عمرو الليثي حتي لا يقول المسئولون أن ما تعرضه يخص بضع مئات أو آلاف لكننا نعمل مع 08 مليونا. أجمع الحالات في شريط واحد، باسم كل موقع ومكان وعدد سكانه. وادع وزراء الاسكان والتنمية المحلية والبيئة والصحة ومعهم رئيس الوزراء لعرض خاص. ولا تنس أن تدعونا، أنا وحفيدي عمر.