بدأت أمس فعاليات الدورة ال27 لمؤتمر وزراء الداخلية العرب، التي تعقد بالعاصمة التونسية علي مدي يومين تحت رعاية الرئيس التونسي زين العابدين بن علي . وتشارك مصر في المؤتمر بوفد أمني علي رأسه اللواء مروان مصطفي ممثلا عن حبيب العادلي وزير الداخلية، ورأس الاجتماعات التحضيرية اللواء دكتور طارق سليم، كما حضر السفير احمد اسماعيل سفير مصر بتونس المؤتمر وبحضور 17 وزير داخلية من مختلف الدول العربية بعد اعتذار وزيري داخلية مصر والامارات، كما حضر ممثلون عن جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، ومجلس التعاون الخليجي، واتحاد المغرب العربي، ومنظمة العمل العربية . وألقي رفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية التونسي -في بداية الجلسة الافتتاحية- كلمة الرئيس التونسي التي وجهها للمؤتمر، والتي أكد فيها أن ما يشهده العالم من تغيرات سريعة يحتم علي الدول العربية العمل الدءوب لمواجهة تلك التغيرات والحد من آثارها السلبية علي المجتمعات العربية . وأضاف أن تونس تثمن الجهود التي يبذلها مجلس وزراء الداخلية العرب لحفظ حقوق الانسان العربي وصون كرامته، مشيرا الي أن احترام حقوق الانسان يعد عنوان حضارة ومقوما أساسيا من مقومات التنمية الشاملة بالدول العربية . ومن جانبه، ألقي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الداخلية السعودي الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمة أكد فيها أن تطور الأمة العربية يعتمد بالأساس علي سلامة الفكر، مشيرا الي أن الانحراف الفكري كان من أهم المشكلات التي تعاني منها الدول العربية . وبدوره، ألقي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمة أكد فيها أن الدورة تنعقد في ظل تطورات عالمية كبيرة، مشيرا الي أن السنوات الأخيرة قد حملت دلائل قوية علي ارتباط الارهاب بالجريمة المنظمة والتي أصبحت عابرة للحدود بين الدول . وأضاف أن المجتمعات العربية أصبحت تعاني الآن من العديد من الجرائم المستحدثة من بينها الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين بطرق غير شرعية وغير آدمية، حيث أصبح الانسان سلعة رخيصة في أيدي من أطلق عليهم "الخنس الجدد . وشدد كومان علي أن الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة أدت الي ظهور أوضاع مأوساوية جديدة ساعدت علي انتشار الجريمة في مختلف الدول علي مستوي العالم، ولكن الأمر اختلف في المجتمعات الاسلامية نظرا لتمكسها بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، مما أدي الي تقليل حدة أثر تلك الأزمة علي زيادة معدلات الجريمة في الدول العربية . وأكد كومان أن الارهاب يحتل الصدارة في التحديات الأمنية مع ما يحمله من انعكاسات علي صعيد نهوض الدول وتطورها، وأدان الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، مشددا علي التمييز بين الارهاب والكفاح المشروع لتحرير الأرض ومقاومة الاحتلال. ومن جانبه، أكد زياد بارود وزير الداخلية اللبناني أن الارهاب والجريمة المنظمة أصبحا عابرين للحدود، ولا بد من التكاتف والتنسيق والشراكة بين الأجهزة الأمنية العربية والمواطنين لمواجهتهما .