إبراهيم سعده قبيل إعلان "الفيتو" الروسي /الصيني ضد تمرير قرار من مجلس الأمن بإدانة النظام السوري اللاآدمي، تسابقت أبواق هذا النظام في نقل تصريحات صادمة نسبتها لأحد أشهر المفكرين المستشرقين الفرنسيين البروفيسور أوليفيه روا بدأها قائلاً: [ أنا علي وشك أن أشهد أول انتصار لزعيم عربي، وهو بشار الأسد، علي زعماء القرار في العالم]. ما قاله المفكر الفرنسي أوليفيه روا صدم مذيع القناة التليفزيونية "فرانس 2" الذي لم تكشف أبواق دمشق عن اسمه فسأله: [أليست هذه مبالغة ونحن نري عدد الضحايا يتزايد؟!] فأجاب روا بصدمة ثانية قائلاً: [سيدي.. أنا شاهد علي ما حدث. ولست أقيم من هو علي حق أو علي خطأ! أين المبالغة في كلامي عندما يجتمع مجلس الأمن ويقر الحرب علي أفغانستان في جلسة لم تستغرق أكثر من ساعتين ونصف، ثم نراه أي مجلس الأمن يفشل في تمرير قرار ضد الأسد منذ شهور، وهو منعقد منذ أسبوع بدعم من العرب، ولم يستطع أن يتخذ قرار المواجهة المباشرة مع الأسد بل يتحايل ليخفف وطأة القرار علي أمل أن يخرج بشئ يعيد لهذه الدول هيبتها بعد التحدي الصريح والعلني للأسد؟!]. وعندما سأله المذيع الفرنسي مجهول الهوية عن سبب فشل المجتمع الدولي في إدانة النظام السوري، أجاب أوليفيه روا بصدمة أشد من السابقتين تقول: [الآن بات الموضوع ثأرا شخصيا من زعماء الدول العربية، وزعماء العالم، لكسر كبرياء الأسد، وأنا أسألهم: إذا كان الأسد فعلاً ضعيفاً كما تروجون وكما تنبأ مراراً "أوباما"، الأمريكي، وبيريز، "الإسرائيلي" أنه سيسقط خلال أسبوعين فقط .. وتتوالي الشهور ولم تتحقق النبوءة (..). وعندما نسأل زعماء العالم عن التدخل العسكري يسارعون إلي القول أنه لا إمكانية لضرب سوريا .. لماذا؟ هل هذا بسبب عدم توفر الوقود في طائرات الناتو؟! ام انهم يدركون فعلاً أن الأسد أضاف تقنية جديدة لسياسة أبيه حافظ الاسد؟ فقد كان الأسد الأب: قاسي الملامح والردود. وهدوءه يخرجك عن صوابك. أما الأسد الإبن فهو: يستوعبك عندما تخرج عن صوابك بملامح وجهه المريحة ، مع احتفاظه بكل صفات والده من القسوة والقوة]. ولم يكتف "اوليفيه روا" المستشرق والمفكر الفرنسي الحائز علي ثلاث شهادات دكتوراه بالعلوم السياسية، ويعتبر من أكبر المؤرخين المعاصرين للنزاعات في بلاد المسلمين بهذه الصدمات المتتالية التي هللت لها أبواق الأسد، فعاجلنا بالرابعة مؤكداً بثقة العارفين : [الأسد يملك أوراقا كثيرة بيده تجعلهم يبتعدون عنه عندما يقتربون أكثر مما هو يريد. وهذه في رأيي قوة وليست ضعفا. لم تصمد دولة عربية بتاريخها الطويل كل هذا الوقت عندما يقرر الغرب القضاء عليها.. كما صمدت سوريا.. لأن أهم ورقة يلوح بها الاسد اليوم نراها في تأييد غالبية الشعب له.. وهو دان لهم بذلك في خطابه الاخير]. أما الصدمة الخامسة، والأخيرة، التي أتحفنا بها المستشرق الفرنسي الشهير في تصريحات نسبتها إليه أجهزة الإعلام السورية فكانت كالآتي: [ الآن.. بات العالم وحتي سكان القطب المتجمد الشمالي والجنوبي يعرف بشار الأسد. وعندما يتساءلون: متي سيسقط ؟ أو لماذا لم يسقط ؟ يتحول في هذا الوقت إلي الشخصية الأكثر انتشاراً في أفكار الناس.. وهذه ميزة للأقوياء فقط]. لقد صدمتني تصريحات أوليفيه روا التي كادت أن تؤله بشار الأسد، الذي عرفه العالم كأحد أبشع الديكتاتوريين في الزمن الحالي. ونويت لحظتها الرد عليه اليوم، لولا أن وقعت عيني علي ما لم أكن أتوقعه أو أصدقه قبل أن أستوثق منه. .. وأتابع غداً.