منذ أكثر من أسبوع وأنا اشاهد أفلاما وثائقية علي كل القنوات الفضائية »تقريبا« المصرية منها والعربية.. تحكي الأفلام بالصوت والصورة عن أحداث ثورة 52 يناير.. الأفلام لم تأت بجديد، فكلنا شاهدنا ما حدث وعاصرناه، من كان منا في الميادين أو في الشارع أو جالس أمام شاشات التليفزيون. وعلي الرغم من أن الأفلام لم تأت بجديد إلا أن كل كاميرا اختلفت تماما عن الأخري، والزوايا التي تلتقط الأحداث، وبعض الأماكن التي لم تصل لنا عبر الشاشات أثناء الثورة.. أيام 52 وما بعدها.. مجزرة 82 يناير، موقعة الجمل.. أوقات الفجر وما قبله.. تحت الكباري وفوقها.. داخل الشوارع الجانبية ومداخل العمارات. سيارات تدهس شباب زي الورد.. وجنود يسحلون البنات ويوسعونهم ضربا وركلا.. سمعت صراخ الرجال من الآلام.. ثم عودتهم مرة أخري، في موجة أخري تصطدم بقوات الأمن والسيارات المدرعة وخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع.. ثم تخمد الموجة الثائرة لثوان أو دقائق ليأتيها المدد »من عند الله« لتراها تجري وراء الموجة الأولي والثانية ليكونوا حائط صد أمام ما أتت به قوات الأمن ورجالها وعدتها وعتادها. موجات وموجات.. مواجهات ومواجهات سيارات منها خاص بالأمن نعرفه كلنا، ومنها سيارات لا نعرف هويتها تدهس البشر وكأن بعض الشهداء وبعض المبللين أو حتي الغارقين من خراطيم المياه سيوقفون زحف الملايين.. وكأن ضربات الهراوات علي الرؤوس، أو الظهور ستوقف طوفان البشر الذي هزهم هزا. وكأن دخان قنابلهم سيوقف الأنوف عن تنفس نسائم الحرية التي كادت تملأ الصدور.. وكأن رصاصهم المطاطي الذي استقر في الصدور والأرجل والرؤوس سيفجر كل المصريين.. وكأن رصاصهم الحي سيقتل 58 مليون مصري قلوبهم كانت تدق بالحرية مع الحياة. أري أن ما حدث بعد يوم 52 يناير من محاولات وأد الثورة كان جهلا سياسيا.. أما أصحاب القرارات بالقتل والضرب والدهس والسحل وكتم الانفاس وفقأ العيون، منهم من يحتاجون مستشفي للأمراض النفسية والعصبية.. فعلا انهم مرضي.. لكن لن نشفق عليهم.. إنهم مرضي أتوا لأنفسهم بأمراض في كئوس شربوها فصارت في دمائهم. إنهم يحتاجون إلي علاج نفسي وعصبي أولا، فإذا ما أفاقوا مما هم فيه، نعرض عليهم أعمالهم.. وأنا أري انهم سيتولون عملية الإعدام بأنفسهم لاسامحكم الله أبدا.. فانكم يوم تعرضون علي المولي سيشهد عليكم الملايين الذين أحرقتم قلوبهم، فقتلتم أبناءهم وأزواجهم واخوانهم. فإذا كانت لكم عيون تستطيع أن تري من فعلتم فيهم كل ذلك، فإنكم ستحشرون يوم القيامة عميانا. لم أشارك في انتخابات الشوري معلنة انه مجلس لا جدوي منه.. ولماذا لا نحافظ علي أموال المصريين؟