سيظل الازهر قبلة للفكر الديني المستنير وحافظا لقيم الامة القائمة علي الوسطية والاعتدال . وقد جاءت وثيقة الحريات العامة التي اعلنها الازهراخيرا لتبرئ الإسلام من التعصب وتقف في مواجهة جميع الاراء المتشددة التي لا تعبر عن سماحة هذا الدين . اعلنت الوثيقة بوضوح ان حرية الرأي والتعبير هي المظهر الحقيقي للديمقراطية، وأن حريّة العقيدة مكفولةٌ بثوابت النصوص الدينية وصريح الأصول الدستورية والقانونية، إذ يقول المولي: »لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ « ويقول: "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" اما اهم ما تضمنته الوثيقة فهو مطالبتها بتنشئة الأجيال الجديدة وتربيتها علي ثقافة احترام الآخرين مع دعوتها للعاملين في مجال الخطاب الديني والثقافي والسياسي بوسائل الإعلام إلي مراعاة هذا البعد ، وتوخي الحكمة في تكوين رأي عام يتسم بالتسامح وسعة الأفق ويحتكم للحوار ونبذ التعصب . والحقيقة ان آفة اي مجتمع هو " رفض الآخر " , وغياب الحوارالقائم علي سعة الصدر والافق , فالحوار فن حقيقي يحتاج الي "تربية وتعليم" , واهم اسس الحوار الغائبة في مجتمعنا ان نحسن الاستماع كما نحسن الحديث, وان نملك زمام انفسنا , فلا نخرج بالحوار ابدا عن حدود الهدوء والتسامح . والحوار بهذه الصورة لا بد ان يصل بنا الي التوافق الذي يحمينا من التعصب والكراهية . نحن بالفعل في حاجة ماسة لتربية الاجيال الجديدة علي ثقافة الحوار وقبول الآخر، وهي مسئولية كل مؤسسة تربوية وتعليمية واولها البيت الصغير .