ما أكثر المؤتمرات والدراسات والتوصيات والمقترحات التي خرجت لتحل أزمة المرور.. لكنها لم تحلها.. وتعقدت الأزمة أكثر.. وزاد من تعقيدها ادخال عشرات التعديلات علي قانون المرور دون أن يكون لها أي تأثير! أين الخلل؟ من المسئول عن هذا الخلل؟! لابد ان نواجه المشكلة بوضوح وصراحة.. الأمر لم يعد يحتمل كل هذا الاهدار الاقتصادي والنفسي والعصبي للمواطنين والحكومة علي حد سواء.. نحتاج الي قرار جريء من الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بنقل المصالح الحكومية والمجمعات التي يرتادها الكثير من البشر داخل العاصمة.. العالم كله يبني المجمعات والمولات خارج الكتلة السكنية.. ونحن نختار وسط البلد والأماكن المكدسة مثل مدينة نصر لبناء المولات وفروعها.. ونترك الصحراء مرتعا للفئران والثعالب! سؤال يطرح نفسه علي الدكتور نظيف والدكتور وزير محافظ القاهرة.. لماذا نبقي علي مجمع المصالح الحكومية الشهير بمجمع التحرير.. والذي يتردد عليه يوميا حوالي 05 ألف مواطن.. لماذا نبقي علي محطة مصر ويتردد عليها أكثر من 52 ألف مواطن في الساعة بحسب تقديرات مدير سابق للمرور. لماذا نبقي علي مجلس الوزراء في مبناه وله مبني فخيم في القرية الذكية؟.. لماذا نبقي علي الوزارات داخل الكتلة السكنية بوسط البلد؟.. لا أقصد بالطبع هدم تلك المباني.. لأنها اثرية ولها تاريخ وتعبر عن حضارة مصرية أصيلة.. يمكن أن تبقي كمتحف يزورها السياح.. لكن أقصد نقل ما يجري داخلها من عمل روتيني يومي الي خارج العاصمة.. وتبقي القاهرة التاريخية مزارا لأبناء الوطن والسياح من العرب والأجانب. هذه قرارات تاريخية وشجاعة يتخذها رئيس وزراء جريء يرعي مصلحة الوطن والمواطن.. أما ما تقترحه هيئة جايكا اليابانية فإنه خيال في خيال.. وبقدر المعلومات التي كشف عنها زميلي الصحفي اللامع جمال حسين في تحقيقه حول أزمه المرور من أنها تريد شبكة انفاق ومحاور جديدة وكباري دورين.. فإن تكاليف تنفيذ خطة جايكا حوالي 33 مليار جنيه.. من أين تأتي بها الحكومة.. وهي تحتاج الي كل مليم لكي توفر الخبز والعلاج والتعليم للفقراء!.. الحل عند رجال الأعمال والمستثمرين.. الذين يستثمرون أموالهم في عمل مشروعات تدر عليهم ربحا.. أي تبني الكوبري أو النفق أو الطريق المميز.. وعليك أن تدفع ثمن المرور به!.. هذا ما يحدث في مختلف دول العالم.. تدفع مقابل الخدمة.. لأن الحكومة لم تعد قادرة علي توفيرها أو دعمها. وهذا ما يطالب به البنك والصندوق الدوليان في نظام »الدور الجديد للدولة«. لقد تراكمت الهموم علي الحكومة.. لم تعد قادرة علي مواجهة العشوائيات التي نشأت من هجرة ابناء الارياف والنجوع الي القاهرة بحثا عن لقمة عيش.. حتي اختنقت القاهرة.. وبحق كانت حملة »الأخبار« »القاهرة تختنق« تعبيرا عن إحساس الجريدة بالمواطن والحكومة والدولة.. لقد نجحت حملة قسم التحقيقات التي يقودها المحقق الصحفي البارع كرم سنارة رئيس قسم التحقيقات في إثارة القضية من جديد.. علي أمل أن تهتم الحكومة وتضع حدا لأزمة خلقتها بتهاونها وتقاعسها!