كل سنة وأنت طيب مجرد أمنية.. نتبادلها فيما بيننا علي انها تهنئة بالعام الجديد.. وينتهي كل عام عشناه بحلوه ومره.. ويجيء عام جديد غالبا ما يكون كسابقه.. والحياة تسير.. والعجلة تدور. لكن الكارثة الحقيقية ان تتوقف الكلمة عند كونها أمنية.. نتمني فقط.. ولا نعمل شيئا من أجل تحقيقها.. ولا يهمنا اذا كانت الأمنية قد تحققت أم لا. بينما نحن نري الناس في كل انحاء العالم يحققون أمانيه.. لهم ولوطنهم كله.. ولا يتوقفون عند حد الأمنيات. من يتوقع ان يكون عام 2102 عاما سهلا فهو مخطيء بالتأكيد.. سيكون عاما صعبا جدا علي مصر والمصريين.. وصعوبته تتمثل في اننا يجب علينا ان نستخدم كلمة نسيناها وتجاهلناها: العمل فالعمل هو الطريق الوحيد كي نستطيع تحقيق الأمنية التي نحلم بها لنا ولوطننا. وفي البداية علينا أن نسأل انفسنا ماذا نريد.. ان تستقر الأمور وتهدأ يعني الأمان.. ان يشعر المواطن انه سيد في بلده لا عبد عند حكامها يعني العدالة الاجتماعية.. ان تتحسن احوالنا الاقتصادية وينتهي الغلاء والاحتكار.. يعني العمل والانتاج. وبدون الامان والعدالة والعمل لن تحقق اُمنية واحدة مما تبادلناها في ليلة رأس السنة. المشكلة الحقيقية اننا تركنا كل هذه المهمات الصعبة وانشغلنا بموضوع واحد.. هل تهنئة المصري المسيحي بعيد الميلاد حلال أم حرام.. يا نهار أسود.. هل انتهت كل مشاكلنا حتي يكون هذا الموضوع هو الأهم في كل مكان. أراهن علي ان من اخترع هذه القضية ليس مصريا علي الاطلاق.. وليس مسلما علي الاطلاق.. فمصر لم تعرف ابدا أي فرق بين مسلم ومسيحي عبر القرون الذي تمازج فيها المؤمنون بالاسلام والمسيحية علي ارضها.. والاسلام لم يحمل ابدا عداوة أو كراهية للنصاري أو المسيحيين أو القبط وكلها شيء واحد. رب اجعلنا عقلاء راشدين.. اجعلنا أذكياء فاهمين.. اجعلنا مدركين لما نعيش من مشاكل وهموم حتي نتمكن من حلها... رب إني أتقرب اليك بتهنئة اخوتي المسيحيين.. وأعوذ بك ممن يريد تفتيت الأمة لا مجرد انقسامها.. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.