كلنا وطنيون، وكلنا ديمقراطيون، وكلنا نحب مصر، وكلنا نعمل لصالحها، ونريد لها أن تكون أحسن بلاد الدنيا،..، هذا ما يقوله الجميع، وهذا ما يدفع به كل طرف من الأطراف المتصارعة والمتصادمة علي أرض الوطن، سواء كان من الجماعات السياسية، علي كافة أشكالها وألوانها، أو من الأحزاب علي اختلاف أفكارها وتوجهاتها، أو من الائتلافات الشبابية، علي اختلاف مسمياتها ومناهجها، وشعاراتها. الكل يقول ذلك، ويؤكده، ويصر عليه، سواء في ذلك من يخرج الي ميدان التحرير، أو ميدان مصطفي محمود، أو ميدان العباسية أو ميدان روكسي أو ميادين الإسكندرية، والسويس، وغيرها من الميادين، بطول مصر وعرضها، وهذا أيضا ما يجمع عليه، من لم يخرج الي هذه الميادين، أو تلك،..، وهم بالتأكيد كثيرون. ولكن في ظل هذه الأقوال، وتلك التأكيدات من كل هؤلاء، هناك واقع يقول ويؤكد في ذات الوقت، أن كلا منهم يختلف في حبه عن الآخر، وأن هناك صراعاً قائماً بينهم، وهناك صدام يمكن أن يقوم، وذلك يرجع لاختلاف واضح في الرؤي، واختلاف قائم في الوسيلة والمنهج الذي يتبناه كل منهم لتحقيق غايته وهدفه. ونحن هنا نسجل ما نراه واقعا علي الأرض، ونرصد ما هو قائم أمامنا علي الساحة السياسية في ظل ما نلمسه ونعيشه طوال الأسابيع والشهور الماضية، وحتي الآن،..، ونحن في هذا التسجيل، وذلك الرصد، لا نهدف الطعن أو التشكيك في وطنية، أو انتماء هذا الفصيل أو ذاك، فذلك تجاوز لا نريده، ولا نملكه، حيث اننا من المؤمنين بأنه لا يحق لأحد علي الإطلاق، ومهما كان، الطعن أو التشكيك في وطنية أو انتماء أي مواطن أو أي فصيل، فكلنا مصريون، وكلنا نحب هذا الوطن. وفي هذا الإطار، نقول، انه من الغريب أن يؤكد البعض إيمانهم وتمسكهم بالديمقراطية، في ذات الوقت الذي يصرون فيه، علي أن رأيهم فقط هو الصواب، ورأي الآخرين جميعاً هو الخطأ، وأن رؤيتهم فقط هي الصحيحة وأنها واجبة النفاذ والتطبيق حتي ولو لم تكن محل قبول، أو إجماع من الغالبية العظمي من أبناء هذا الوطن. وانطلاقا من ذلك، وفي ضوئه، نقول أيضا، انه من الغريب كذلك، أن نري البعض أيضا يرفعون شعارات حب الوطن، والسعي لصالحه، في ذات الوقت، الذي يوفرون فيه البيئة والظروف المواتية للعنف والصدام ، والداعية للانفلات والفوضي، وعدم الاستقرار، وهدم كيان الدولة. ونواصل غداً إن شاء الله.