للمرة الثانية أستخدم هذا العنوان..المرة الأولي عندما عدت من رحلة صحفية إلي قبرص الشمالية أو قبرص التركية التي يعيش فيها المسلمون الأتراك محاصرين معزولين لا يهتم أحد بحل مشكلتهم التي طال أمدها..خلال الرحلة لم أسمع صوت طائرة واحدة تكسر حاجز الصمت الذي يغلف الحياة في الجزيرة لدرجة أن مطار"إيرجان"أغلق أبوابه بعد أن أنهي العاملون إجراءات دخولنا الجزيرة. الآن أستخدم نفس العنوان لأعبر عن حالة سمائنا بعد أن انحسرت السياحة عن مصر بعد الثورة،ونامت طائراتنا علي الأرض بلا حراك..فلا طائرات مغادرة ولا طائرات قادمة..نحن أيضا محاصرون بقرار من أعداء الثورة في الداخل والخارج الذين يبغون الأمور في مصرنا الحبيبة عوجا! خلال الأسابيع القليلة الماضية عشت حالة من النشوة،بعد أن عاد أزيز الطائرات يخترق حاجز الصمت في سمائنا..طائرات مقلعة وأخري تستعد للهبوط..قليل منها يحمل أفواجا سياحية إلي شرم والغردقة،والكثير ينقل أفواجا من حجاج بيت الله الحرام..أكثرمن 400 رحلة نقلت الحجاج إلي الأراضي المقدسة،ونفس عدد الرحلات تقريبا سيعود بهم بعد انتهاء أداء المناسك. ورغم أن أزيز الطائرات عند الإقلاع والهبوط يسبب لي إزعاجا إلا أن هذا الأزيز يمر علي أذني الآن وكأنه لحن عذب يطرب أذني ويشجيني. يارب ياقادر..اعد لبلادنا الأمن والأمان حتي أظل استمتع بسيمفونية لا تنقطع لأزيز الطائرات صعودا وهبوطا..اللهم آمين.