علي سلم مترو جامعة القاهرة ووسط زحام المارة يجلس الطفل معاذ أحمد شعبان 11 عاما الذي لقبه طلاب الجامعة ب »رسام الشارع»، ممسكاً بقلمه يرسم علي ورقة بيضاء ، غير مهتم بكل ما يدور حوله من ضجيج ، وحول حوائط المحطة من الخارج إلي معرض للوحاته الصغيرة التي خطفت عيون المارة فأقبل البعض علي شرائها بأسعار تبدأ من عشرة جنيهات. كانت البداية عندما انفصل والدا معاذ عن بعضهما بينما كان عمره لا يتعدي خمس سنوات، فعاش بصحبة جدته التي تقتات يومها من بيع المناديل أمام سلم مترو الجامعة، ولأن معاذ كان دائم الشكوي من مدرسه الذي كان يضربه علي كل صغيرة وكبيرة فقرر عدم الذهاب للمدرسة والعمل لمساعدة جدته، فذهب لبيع المناديل بجوارها. فيقول معاذ:» كنت طالب شاطر والدليل إبداعي في الرسم ورغم ذلك كان المدرس يضربني بدون سبب وبقوة، فطلبت من جدتي العمل معها في بيع المناديل». ولكن قرر معاذ ألا يضحي بموهبته، فرسم علي الأرض والحائط، وكانت أولي رسوماته رسمة جدته علي كرتونه وانطلق بعد ذلك في لوحاته. وتحول معاذ من فتي يقضي يومه في بيع المناديل ، إلي طفل شهير بالفضائيات ينتظر إطلاق معرضه الفني ليصبح بين أصغر الفنانين في مصر .. وكانت النقلة الحقيقية في حياته عندما تبني الفنان التشكيلي »علي الراوي» لموهبته، وتعليمه أساسيات الرسم ، وذلك بعدما شاهد » الراوي» صورة لمعاذ علي الفيس بوك فبحث عنه حتي توصل له من قبل أحد طلاب الجامعة، وأخذه في معرضه وجعل له زاوية خاصة يعرض فيها رسوماته،ورغم ذلك لم ينقطع عن عمله علي سلم المترو حتي يحصل علي بضعة جنيهات يساعد بها جدته، ويقول معاذ» أحلم أن أكون فناناً مشهوراً تنتشر لوحاته في كل مكان وضابط شرطة يحمي الوطن من الأعداء».