ما اجمل الليالي الرمضانية التي كانت ومازالت تقدمها فرق الثقافة الجماهيرية في الساحات والحدائق والشوادر بالقاهرة والمحافظات، والعروض التي كانت تتنافس بها فرق الدولة والفرق الخاصة طوال الشهر الكريم لتقديم وجبة منوعة تجمع بين الترفيه والتثقيف والانشاد والفنون الفلكلورية التي تتميز بها فرق الفنون الشعبية. وفي سنوات كثيرة سابقة عجزت البرامج والمسلسلات التليفزيونية عن سرقة المشاهد من العروض الحية التي يتميز بها مسرح الثقافة الجماهيرية وفرق الدولة التي كانت تهتم بالشهر الكريم قبل ان تحل لياليه بفترة طويلة، ونحن لا ننكر ان الثقافة الجماهيرية تبذل كل ما لديها بالتعاون مع بقية قطاعات وزارة الثقافة من اجل اشاعة البهجة في الليالي الرمضانية، وفق ما هو متاح لها من ميزانيات انتاجية تغطي حركة انتقال العروض والفرق من مكان لمكان، ومن محافظة لأخري. هذا ما كان في سنوات سابقة، والمثير للدهشة انني سألت مدراء فرق مسرحية تابعة للدولة عما سيقدمونه من عروض في ليالي رمضان، فصدمني احدهما عندما قال ان المسرح الذي تعمل عليه فرقته دخل مرحلة تنفيذ اشتراطات الحماية المدنية، ولو كان هناك تخطيط فوقي لشغل كل ليالي رمضان لكان من الممكن وضع عروض هذه الفرقة التي تعطل مسرحها علي مسارح ومواقع اخري، وهناك عروض لفرقة الطليعة قيل لي انها ستتوقف طوال رمضان وسوف تستأنف عروضها ثاني ايام عيد الفطر المبارك ! عموما ما يعوض هذا النقص برنامج عروض »اهلا رمضان» التي ينظمها كل رمضان قطاع الانتاج الثقافي برئاسة المخرج القدير خالد جلال، وتقدم العروض للكبار والاطفال لهم نصيب منها في ساحة مركز الهناجر للفنون، وتشهد اقبالا كبيرا من الجمهور، فالاطفال يتحلقون حول المنصة الصغيرة التي تقدم عليها »الليلة الكبيرة»، والكبار تتجه ابصارهم نحو المسرح المكشوف الذي تتنوع عليه عروض الفنون الشعبية والانشاد الديني والسيرك، ممتعة حقيقية في ليال رمضانية بالهواء الطلق. وكل رمضان وانتم بخير.