أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي الأهمية الخاصة التي توليها مصر لدعم الاستقرار والسلام في السودان، في ضوء العلاقات الأزلية التي تربط بين البلدين، وأشار الرئيس السيسي إلي الجهود المصرية في هذا الإطار، لا سيما القمة التشاورية التي استضافتها القاهرة للشركاء الإقليميين للسودان الشهر الماضي، بهدف تعزيز التنسيق الإقليمي وإيجاد أرضية تقوم علي فهم واضح من الأطراف الإقليمية المعنية للتطورات علي الساحة السودانية، وأشار إلي بحث سبل تقديم المعاونة والمؤازرة للسودان لمساعدته علي إنهاء المرحلة الانتقالية بنجاح والوفاء بطموحات الشعب السوداني المشروعة. وشدد السيسي علي الأولوية التي توليها مصر، خاصةً خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، لمعالجة مختلف ملفات السلم والأمن بالقارة، من خلال تطوير بنية السلم والأمن الأفريقية بشكل متكامل، وأكد علي أهمية تعزيز الدبلوماسية الوقائية وآليات الإنذار المبكر والوساطة علي مستوي الاتحاد الأفريقي، لإيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية، بالإضافة إلي دعم برامج إعادة الإعمار والتنمية وبناء المؤسسات الوطنية في مرحلة ما بعد النزاعات. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي أمس تابو مبيكي، رئيس جنوب أفريقيا الأسبق ورئيس آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوي المعنية بالسودان وجنوب السودان، وبحضور وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بزيارة مبيكي إلي القاهرة، واستعرض الجهود الجارية التي تقوم بها مصر في هذا الإطار لدعم استعادة الأمن والاستقرار في عدد من الدول الأفريقية الشقيقة. كما أعرب الرئيس عن التقدير لمختلف الجهود التي يبذلها مبيكي في هذا الخصوص، وأشار إلي تطلع مصر للتعاون معه في دعم جهود الآلية الأفريقية رفيعة المستوي وتطوير عملها علي نحو يكلل جهوده بالنجاح. كما أكد الرئيس من ناحيةٍ أخري مساندة مصر لمختلف الجهود التي تهدف إلي تحقيق تطلعات شعب جنوب السودان نحو الاستقرار والتنمية، وأشار في هذا الصدد إلي أهمية تضافر الجهود لدعم تنفيذ اتفاق السلام المُنشط في جنوب السودان، وذلك باعتباره يمثل مرجعية أساسية في الحفاظ علي السلام والاستقرار في البلاد، واستعرض الجهود والمساعدات المصرية في هذا الصدد لأشقائنا الجنوبيين. وذكر المتحدث الرسمي أن مبيكي أشاد من جانبه بالدور المصري المقدر والدءوب في دعم جهود صون السلم والأمن في أفريقيا، والوفاء بمبادرة إسكات البنادق في القارة بحلول عام 2020، والذي تعاظم مع رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، وأكد أهمية مصر وثقلها كفاعل رئيسي في إرساء دعائم العمل الأفريقي المشترك، أخذاً في الاعتبار أن الرئاسة المصرية تأتي خلال مرحلة دقيقة من عمر الاتحاد والتي تفرض بدورها تحديات ضخمة. كما عرض »مبيكي» أنشطة الآلية الأفريقية رفيعة المستوي لتثبيت الأمن والاستقرار في كلٍ من السودان وجنوب السودان، وأشاد بالجهود المصرية الحثيثة في هذا الصدد، لاسيما في ضوء الروابط التاريخية الوثيقة والمتميزة التي تجمعها بالبلدين علي المستويين الشعبي والرسمي، الأمر الذي تجلي في الدعم المصري المؤثر لعملية السلام في جنوب السودان، فضلاً عن استضافة مصر للقمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان، والتي شهدت مشاركة رفيعة المستوي من الزعماء الأفارقة، وساهمت بوضوح في بلورة تصور أفريقي مشترك للتعامل مع المستجدات الراهنة علي الساحة السودانية، وتأكيد كامل التضامن مع السودان بغية النجاح في تحقيق استحقاق المرحلة الراهنة. وأضاف السفير بسام راضي أن اللقاء تطرق أيضاً إلي عدد من القضايا الإقليمية الأخري، وفي مقدمتها أمن البحر الأحمر، وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، حيث تم التوافق علي تكثيف التنسيق والتشاور في هذا الصدد خلال الفترة المقبلة.