من المؤكد أن الكثير منا وفي إطار العشق للساحرة المستديرة.. يشاهد مبارياتها المقامة بين الفرق الاجنبية خاصة في الدوري الاسباني أو الانجليزي أو بطولة دوري أبطال أوروبا. زاد من هذا الاهتمام متابعتنا لبطلنا العالمي محمد صلاح الذي يلعب لنادي ليفربول في البطولات الانجليزية والاوروبية. منعا للاحراج وحتي لا نزيد من مشاعر الحسرة فإنني لن أتناول الفرق بين الاداء في المباريات بين نوادينا بلا استثناء.. وبين ما نشاهده من اداء في هذه الدوريات الاوروبية الرائعة. إن ما نشاهده في هذه المباريات قمة الاعجاز والاحساس بالصدمة.. في نفس الوقت اذا ما جرت هذه المقارنة مع بين ما يجري من عك كروي علي ملاعبنا. لاعبو هذه الدوريات الاوروبية يتسمون بالجدية واللياقة والتدريب علي الاجادة بما يضمن سلامة معظم التمريرات. يضاف إلي ذلك نبذ الانانية وتوافر التوافق علي اللعب الجماعي باعتبار أن مخالفة ذلك يخضع للمحاسبة. صحيح أن هذه هي سمة الاحتراف الموجود لديهم والذي تغيب عن لاعبينا رغم عشرات الملايين من الجنيهات التي يحصلون عليها. لا جدال ان هذه الأرقام تعد خيالية اذا ما تم مقارنتها بين مستوي المعيشة عندنا وعندهم. ما يحدث في المباريات المحلية علي مستوي الاندية ومستوي اللاعبين شيء لا يسر عدوا ولا حبيبا رغم الشعبية الجارفة والحماس الزائد. والتعصب الذي يتنافي والروح الرياضية. التي يجب أن تسود. هذه الروح المفقودة عندنا تتجسد في أوروبا بعد المباريات في سلوكيات اللاعبين والمدربين الحضارية بعد انتهاء كل المباريات التي تبهرنا مهما كانت النتيجة. ما يحدث ليس الا مؤشرا علي أن هدف هذه المباريات.. هو المتعة للجميع وليس دعوة للسلوكيات الخارجة. ان وجود محبي الكرة من المنتمين للنوادي الاوروبية المتنافسة في المباريات شيء مثير ومفرح. كل المدرجات مملوءة عن آخرها بعشرات الالاف من هؤلاء المشجعين الذين يرددون عبارات التشجيع والأغاني التي تعبر عن حبهم وانتمائهم لناديهم. يتم كل ذلك دون أي مشاكل إلا في القليل النادر. حيث تنتهي المباراة ويذهب كل واحد إلي منزله دون ارتكاب ما يعكر صفو الأمن كما يحدث عندنا وترتب عليه حظر الحضور الجماهيري للملاعب. هذه الاجواء الصحية الصحيحة لممارسة منافسات كرة القدم في اوروبا تمثلت في هذه المباراة المعجزة التي جرت بين نادي البطل المصري محمد صلاح ليفربول ونادي برشلونة أبرز النوادي الاسبانية. كما هو معروف كان ليفربول قد خسر المباراة الاولي مع برشلونة لنصف نهائي بطولة اوروبا بنتيجة (صفر/3). هذه الهزيمة الثقيلة أدت إلي أن يسود الشعور بأن لا أمل في وصول ليفربول للدور النهائي في مباراة العودة التي اقيمت علي ملعبه في بريطانيا. الذي حدث وكان غير متوقع جاء انعكاسا للاصرار والتصميم من جانب لاعبي ليفربول. استطاعوا هزيمة برشلونة (4- صفر) وتحقيق معجزة الوصول إلي نهائي البطولة. هذه الهزيمة الثقيلة لبرشلونة بطل اسبانيا تحققت رغم أدائه الممتع الذي تخللته العديد من الفرص الضائعة.. ليس هناك ما يقال سوي انها هذه هي الرياضة وهذه هي أيضا المنافسات الكروية الحقيقية.