تفكر إسرائيل برأس إيران، حينما صاغت تقدير موقف مدعوماً بمعلومات، إزاء حرب متعددة الجبهات، تنطلق جذوتها من طهران، رداً علي عقوبات حظر تصدير النفط الايراني، التي دخلت حيز التنفيذ منذ 2 مايو الجاري. شملت التقديرات الاسرائيلية استهداف إيران للتواجد الأمريكي في المنطقة، وإشعال جبهات إقليمية حليفة لواشنطن في طليعتها إسرائيل، ولا تستثني سوريا والعراق ولبنان وقطاع غزة. وفي حين تتأهب الولاياتالمتحدة لانطلاق رد الفعل الفارسي، تعدِّل طهران خططها، وتقلص نفقاتها علي الجبهات الصديقة، وتعيد نشر قواتها والمليشيات المحسوبة عليها من موقع لآخر، استعداداً للنفير. تبني الدوائر الإسرائيلية تصورها للحرب الوشيكة علي »خيار صفري»، بات يحرك أدوات الرد الإيراني علي العقوبات، فلم يعد أمام نظام الملالي في ظل الضغوط الاقتصادية الممارسة عليه من قبل واشنطن سوي إجبارها علي تخفيف العقوبات عبر عمليات عسكرية، إذ تهدد طهران منذ فترة ليست بالقليلة بأنه إذا أفضت العقوبات الأمريكية إلي وضع لا تستطيع إيران بموجبه تصدير كميات كبيرة من النفط، فلن تستطيع دولة واحدة تصدير منتجها النفطي. وتستطيع إيران، بحسب تقديرات نشرها موقع »دبكا» العبري تنفيذ تهديدها عبر إغلاق أجزاء من مضيق هرمز، الذي تمر عبره يومياً حاويات نفط دول الخليج التي تقدر حمولتها ب20% من احتياجات النفط العالمية اليومية. وفي حين تري تقديرات إسرائيل أن إيران لم تعد تمتلك قوة عسكرية كافية لإغلاق تلك المضائق الاستراتيجية، تؤكد أنه تكفي عملية واحدة لتجميد حركة الحاويات النفطية نسبياً، وترتفع في المقابل أسعار النفط، لتصل حينئذ، وفق التوقعات إلي 100 دولار للبرميل الواحد. وتنتقل التقديرات الإسرائيلية إلي احتمالية أخري، وهي هجوم إيران علي أهداف عسكرية أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في سوريا والعراق، أو أهداف عسكرية أمريكية في مياه الخليج العربي والبحر الأحمر، وهي العمليات التي يمكن تنفيذها من خلال مليشيات شيعية محلية، أو وحدات خاصة من الحرس الثوري الإيراني. ويراهن الإسرائيليون علي رجاحة الاحتمال الأخير بعد تعيين الچنرال حسين سالمي قائداً جديداً للحرس الثوري الإيراني؛ فهو الرجل الذي يعد أحد الصقور المتطرفة بين صفوف المؤسسة الأمنية الإيرانية، وسبق وكلفه المرشد الإيراني العام آية الله علي خامنئي بإعداد المعركة العسكرية ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة بهدف كسر العقوبات الأمريكية. وسيضطر قائد الحرس الثوري الجديد حالياً، وفقاً لتقديرات تل أبيب إلي إثبات دليل قدرته علي تنفيذ المهام المنوطة به.