لا يخفي علي أحد كم البكتيريا الموجودة بالمستشفيات والتي تنمو علي ملابس المرضي والمفارش والبطاطين وتنتقل إلي ملابس الممرضين والأطباء مما يتسبب في انتشار العدوي وانتقال الأمراض لذا كان لابد من التفكير في حل لهذه المشكلة الخطيرة.. الباحث الهادي رأفت عبد العزيز المدرس المساعد بقسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة عيش شمس قام بعمل بحث مهم تحت إشراف د.محمد عماد رئيس شعبة الكيمياء العضوية لإنتاج صبغات مقاومة للبكتيريا.. في الحوار التالي نتعرف علي تفاصيل الفكرة ومميزاتها.. في البداية حدثنا عن فكرة هذا الابتكار. - الفكرة عبارة عن تصميم وتحضير أمينات بعض المركبات الحلقية غير متجانسة واستخدامها كنواة لتحضير بعض »الأصباغ» التي لديها خاصية مقاومة البكتيريا والفطريات لإنتاج أنسجة صوف وبوليستر مقاومة للبكتيريا؛ وذلك للحد من انتقال العدوي بالمستشفيات من شخص إلي آخر نتيجة العدوي البكتيرية والتي تنمو علي ملابس المرضي وعلي الفوط والملايات والبطاطين وملابس الممرضين والأطباء بالمستشفيات، مما يؤثر بالسلب علي المرضي والزائرين وعلي الأطباء والممرضين أيضا ولهذا قمت بعمل دراسة للنشاط البكتيري نظريا للصبغات المراد تحضيرها باستخدام برنامج MOE 2015.1 وتم التخطيط لتصنيع المركبات المتوقع أن يكون لها أعلي نشاط بكتيري. كما قمت بتحضير الصبغات عمليا وتم إجراء تحاليل الطيف المغناطيسي والأشعة تحت الحمراء للتأكيد علي تكوين المركب الناتج. وبعد إجراء عملية الصباغة تم عمل اختبارات للتأكد من نجاحها وقدرة الصبغات المصنعة علي صباغة أقمشة الصوف والبوليستر ثم اختبارات للتأكد من قدرة الأقمشة التي تمت صباغتها علي مقاومة البكتيريا. ما الهدف من وراء هذا الابتكار؟ - الهدف هو جعل كل ما هو مستخدم في المستشفيات من ملابس مرضي وممرضين وأطباء وكل ما يستعمل بها من بطاطين وفوط مضادة للبكتيريا وذلك لمنع انتشار العدوي البكتيرية وانتقال الأمراض لمرضي آخرين أو إلي أطقم العمل بالمستشفيات. ما مميزات المواد التي استخدمتها في ابتكارك؟ - تمتاز بأنها مواد مستقرة غير فعالة يمكن الحصول عليها بألوان متعددة اعتمادا علي المجموعة المرتبطة بالنواتين. وإمكانية التطبيق العملي نظرا لقلة تكلفة صناعة الصبغات الجديدة التي تم تخليقها وقدرتها الفائقة علي صباغة الصوف والبوليستر وأيضا لقدرتها علي مقاومة البكتيريا فبإمكاننا صباغة كل الملابس المستخدمة بجميع المراكز الطبية من البوليستر وأيضا جميع ما يصنع من الصوف في تلك المراكز الطبية. أين تم إجراء التطبيق العملي لتجاربك؟ - تم إجراء عملية تخليق الصبغات الجديدة بقسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة عين شمس وإجراء الصباغة والاختبارات بالمركز القومي للبحوث، كما تم عمل اختبارات مقاومة الأقمشة المصبوغة للبكتيريا بقسم الميكروبيولوجي بكلية العلوم جامعة عين شمس. من كان صاحب الفضل في مساندتك وتوجيهك حتي حققت فكرتك؟ كان صاحب الفكرة هو أستاذي والمشرف الرئيسي علي الرسالة الأستاذ الدكتور محمد عماد عزب أستاذ ورئيس شعبة الكيمياء العضوية بكلية العلوم جامعة عين شمس وهو من الأساتذة البارزين في مجال الكيمياء العضوية غير متجانسة الحلقة وقام بنشر أكثر من أربعين بحثا في مجال الكيمياء التطبيقية الطبية والصيدلية والذي أدين له بالفضل من خلال دعمي وتحفيزي وإمدادي بكل ما أحتاجه من كيماويات وأجهزة والتوجيه الدائم والمتابعة وأيضا باقي فريق الإشراف علي الرسالة وهما د.محسن أبو الرجال ود.نور الدين أحمد الأستاذان بقسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة عين شمس. ما النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث؟ - تبين أن الصبغات التجارية معظمها غير مقاوم للبكتيريا التي تنمو علي جلد الإنسان وملابسه كما أن الأقمشة المقاومة للبكتيريا غالية الثمن حيث إن طرق تصنيعها تعتمد في الأساس علي إجراء معالجات وتفاعلات علي الأقمشة قبل صباغتها ثم تتم عملية الصباغة.. ومن عيوبها أن الصبغات من المحتمل أن تقلل قدرة الأقمشة علي مقاومة البكتيريا لذا كان لابد من صناعة مركبات حلقية غير متجانسة قادرة علي الصباغة وأيضا مقاومة للبكتيريا.