»مصوّر» فرنسي و»شاعرة» سويدية هما بطلا فضيحة »الفساد» التي اعتصرت »الأكاديمية الملكية السويدية» وأدت بها إلي حجب جائزة »نوبل» في الآدب لعام 2018. لم تكن تعلم الشاعرة والكاتبة المسرحية السويدية »كاترينا فروستين» (عضو لجنة المحلفين لترشيح نوبل الأدب) أن التحرش والاغتصاب الجنسي الذي قام به زوجها المصور الصحفي فرنسي الأصل »جان كلود أرنولد» وتسريبه لأسماء الفائزين سيعصف بها شخصياً ويقذفها خارج »اللجنة» المرموقة إلي جانب عدد آخر من الأعضاء، بل أيضاً قد أجبر »سارة دانيوس» رئيسة الأكاديمية العريقة والأمينة الدائمة علي الإستقالة. حدث جلل وزلزال عنيف ضرب أرقي الجوائز العالمية وأشاع الخوف والفزع في نفوس العلماء والمبدعين والموهوبين في العالم من أن الجائزة صاحبة المقام الرفيع قد تصاب في مصداقيتها، ليس فقط في مجال »الأدب» ولكن أيضاً في المجالات الأخري (الطب - الفيزياء - الكيمياء - السلام - الإقتصاد)، لما لفيروس »الفساد» - الذي طال المؤسسة العتيدة - من قدرة إنتشار لن تتوقف عند »لجنة» دون أخري، حيث أن نسب الفساد »المكتشف» تقل بمراحل عما هو »مستتر». تعود معطيات المشهد المؤسف إلي نوفمبر 2017، عندما أزاحت حركة »أنا أيضا» النقاب عن إقرار 18 إمرأة بإدانتهن المصور الفرنسي المذكور لارتكابه إساءات جنسية وأفعالا فاضحة في حقهن، تراوحت بين التحرش والاغتصاب. ومنذ تلك اللحظة، سبحت الجائزة »الحلم» في منطقة إنعدام الوزن ودخلت النفق المظلم!!.. وتداعت الأمور داخل »الأكاديمية» الرفيعة ولجانها المشهود لها بالحيادية والنزاهة وتوالت الإستقالات من رئاسة الأكاديمية ذاتها ومن شرف عضوية لجنة »الأدب» حفظاً لماء الوجه وحماية لتاريخ الجائزة العريق الذي يمتد عبر قرن وعقدين من الزمان. وفي 4 مايو 2018، أصدرت »الأكاديمية» إعلانها المؤلم بحجب جائزة الأدب (وهو الحجب الثامن في عمرها الطويل)، احتواء لما سجلته أجهزة قياس الرأي العام من اختلال واضمحلال جسور »الثقة». وطبقاً لنص قواعد الجائزة ولوائحها فسوف تمنح جائزتي »الأدب» لعامي 2018 و2019 بالتوازي في حفل تتويج مشترك. وقد تدخل راعي »الجائزة» ملك السويد »كارل جوستاف السادس عشر» ووجه بإعادة النظر في لوائحها التقليدية وشمولها بالتحديث والتطوير. فهل ستتبني »الأكاديمية» آليات عصية علي الإختراق، وستطبق نظما تكنولوجية عصرية فائقة الدقة تقلل الاعتماد علي العنصر البشري؟. ذلك العنصر الذي يتوجب اختياره لعضوية اللجان المتنوعة من بين الأكثر ثقة وأمانة وكفاءة وقدرة وأيضا من ذوي اليد العليا والصفحة البيضاء والسجل الذي لا شبهة فيه لكذب أو اختلاق او تربح أوانتهازية. • أ. بعلوم القاهرة والمستشار الثقافي الأسبق بالمغرب