عاد الهدوء أمام مستشفيات القبطي ومعهد ناصر وشبرا العام والهلال والمنيرة بعد ليلة عاصفة من غضب اهالي وأسر ضحايا ومصابي أحداث ماسبيرو بعد ان تسلموا جثامين ذويهم وسط صراخ وعويل الأهل والاقارب الذي اختلط حزنهم بدموع الالم والفراق.. تقارير وزارة الصحة أكدت خروج 213 مصابا من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج اللازم وتحسن حالتهم ولم يتبق سوي 71 حالة اصابة في مستشفيات القبطي ومعهد ناصر والهلال مازالون يتلقوا العلاج اللازم بعد اجراء عدد من العمليات الجراحية لهم. واختلفت إصاباتهم بين الكسور في انحاء متفرقة بالجسم وعمليات اخراج طلقات الرصاص من اجسادهم. وشهدت المستشفيات التي يعالج بها المصابون زيارة وفد من لجنة تقصي الحقائق بالمجلس القومي لحقوق الانسان لرصد تداعيات اليوم الدامي امام ماسبيرو وسماع شهادة المصابين. كما قامت شرطة المرافق بإزالة السيارات المحترقة من أمام المستشفي القبطي وشارع امتداد رمسيس والتي نتجت عن غضب الاقباط بعد مقتل وإصابة العشرات منهم في أحداث ماسبيرو. ورغم عودة الحياة إلي طبيعتها مازالت المدرسة البطريركية للتعليم الابتدائي والإعدادي والمواجهة للمستشفي القبطي تغلق ابوابها لليوم الثالث علي التوالي منذ مظاهرات ماسبيرو في حين توافد عدد من أولياء الأمور الي المدرسة للاستفسار عن موعد عودة الدراسة إلا أن إدارتها لم تحدد بعد موعد استئناف الدراسة مرة أخري بعد أن أوقفتها لأجل غير مسمي. »الأخبار« التقت بعدد من مصابي أحداث ماسبيرو.. يقول عماد عبد الله المسلم الوحيد المصاب بالمستشفي القبطي ومازال يتلقي بها العلاج ضمن أربعة آخرين حتي الان إنه تلقي رصاصة مجهولة المصدر في جانبه الايمن لتخترق معدته وتخرج من الجهة الاخري وتصيبه بتهتك في جدار المعدة والأمعاء وذلك خلال تواجده أمام ماسبيرو خلال مظاهرات الأقباط اعتراضاً علي أحداث كنيسة الماريناب بإدفو. ويضيف أن المظاهرات بدأت سلمية إلا أن الاحداث تسارعت بشكل فجائي وظهرت بعض المجموعات تحمل الشوم والعصي ليبدأ الكر والفر بين قوات الأمن والمتظاهرين وسماع طلقات نار عشوائي مجهولة المصدر أدت إحداها لاصابتي دون أن أعرف مصدرها. وعلي سرير المرضي تخرج كلمات الحزن من موريس نصيف »84 سنة« أحد مصابي أحداث ماسبيرو أنه شارك في المظاهرات منذ بدايتها بالخروج من شبرا مروراً بالقللي وحتي ماسبيرو إلا أنه فوجيء بأعداد من البلطجية تخرج علي المسيرة من اتجاه بولاق والوكالة يحملون الاسلحة البيضاء والسنج والشوم ويضربون المتظاهرين بدون مبرر. وانتشر صوت طلقات الرصاص حتي اصبت برصاصة في معدتي وسقطت مغشياً عليّ وحملني بعض المتظاهرين إلي سيارات الإسعاف التي نقلتني إلي المستشفي وتم إجراء جراحة عاجلة لي ومازلت اتلقي العلاج حتي الآن.