ما بين سفارة الهند في مصر، والمجلس الأعلي للثقافة، جري هذا اللقاء المهم الذي يجري الآن حول شاعرين عظيمين من شعراء الإنسانية في القرن العشرين، هما طاغور الذي جاء من أحد أقاليم الهند (البنغال) وأصبح شاعرا كونيا يعرفه العالم كله، وحصل علي جائزة نوبل في العشرينيات. الشاعر الآخر أحمد شوقي المنتمي إلي الثقافة العربية العريقة، والذي لم يتجاوز حدود ثقافته، فلم يحتل نفس المكانة التي نالها طاغور، رغم أن شاعرية شوقي تنفرد بين شعراء الإنسانية الكبار وهم قلة محدودة علي مدار التاريخ الإنساني كله، في مقدمتهم شوقي وطاغور، لعل السؤال هنا: لماذا أصبح طاغور شاعرا كونيا، تجاوز لغته شديدة المحلية إلي العالم وأصبح جزءا من ثقافاته المختلفة وحصل علي نوبل في وقت مبكر، بينما لم يتجاوز تأثير شوقي ثقافته العربية رغم شاعريته الرفيعة، وتقديره داخل هذه الثقافة، فقد نُصب أميرا للشعراء وجري احتفال فريد في مصر، في دار الأوبرا التي احترقت في حريق مهول في عام 1791، وهو له بعد رمزي أيضا، اذ جري الحريق في بداية عصر الرئيس السادات الذي اتسم باحتقار الثقافة والمثقفين وبداية اهدار دور مصر الثقافي، غير أن استمرار حضور شوقي كشاعر عظيم اقتصر علي المناهج الرسمية في وزارة التربية والتعليم، ولم تتواصل الذاكرة الشعرية في خط مستقيم يمكنه الاستمرار وقبول الجديد المختلف، كما أن الحياة الثقافية في مصر لم تبذل ما يجب لتعريف العالم بشعر شوقي، لقد كانت ترجمة طاغور إلي الإنجليزية نقطة تحول مهمة في خروجه من البنغال واللغة البنغالية إلي رحاب الإنسانية، وهذا لم يحدث بالنسبة لشوقي، سفير الهند في مصر وهو رجل يولي الجانب الثقافي أهمية خاصة ذكرنا بلقاء فريد مجهول بين الشاعرين العظيمين طاغور وشوقي، جري ذلك عام 6291 في مصر خلال زيارة طاغور، واستقبله شوقي في بيته المعروف بكرمة ابن هانئ. ان الشاعرين العظيمين مستمران بابداعهما ولعل الفرصة ماتزال قائمة في تعريف العالم بشوقي وشاعريته الكونية، انه في حاجة إلي إعادة اكتشاف، ليحتل نفس المكانة التي يشغلها طاغور في الثقافة الإنسانية.