يعكف مهندسون من شركة النفط البريطانية »بريتش بتروليام« علي تركيب حاوية معدنية ضخمة لتغطية بئر يتسرب منها النفط في خليج المكسيك بعد غرق منصة نفطية الشهر الماضي وذلك بالاستعانة بعدد من اجهزة الانسان الآلي »الروبوت« البحرية في مهمة لاحتواء اخطر تلوث بحري في تاريخ الولاياتالمتحدة. وصممت الحاوية للسيطرة علي النفط واحتوائه ومن ثم ضخه الي السطح وتجميعه. وحذر كبير مسئولي التشغيل في الشركة من ان انزال مثل تلك الحاوية لم يتم من قبل بهذا العمق. ويجري انزال هذا الهيكل المعدني الذي يزن 89 طنا نحو قاع الخليج اعلي فوهة البئر وعلي عمق 6.1 كيلو متر تقريبا وهي عملية تستلزم دقة متناهية وسط الظلام وضغط المياه العالي. ويأمل مسئولو الشركة في تركيب أنبوب بالهيكل المعدني الضخم الاسبوع القادم لتمرير النفط المتسرب الي سفينة. وتقوم الشركة بحفر بئر »تنفيس« بهدف وقف التسرب في الوقت الذي استمرت فيه عمليات احتواء بقعة النفط علي السطح واستخدم 072 زورقا مليون لتر من المواد الكيماوية لتفتيت بقعة الزيت التي تهدد بكارثة اقتصادية وبيئية في ولايات لويزيانا وميسيسبي والاباما وفلوريدا. وقال الخبير في جغرافيا البحار والمحيطات بجامعة ولاية فلوريدا »ايان ماكدونالد« ان التسرب النفطي ربما يتجاوز في حجمه التسرب الهائل الذي حدث من الناقلة »اكسون فالديز« في عام 9891 وربما سرب نحو 94 مليون لتر من النفط الخام في المياه الواقعة قبالة الساحل الامريكي. وكانت ناقلة النفط اكسون فالديز قد تسرب منها حوالي 11 مليون جالون من النفط قبالة منطقة »برنس ويليام ساوند« في الاسكا في واحدة من اسوأ الكوارث البيئية في العالم. وقد حذر البيت الأبيض القطاع النفطي من ان التسرب النفطي في خليج المكسيك يجب ألا يستخدم ذريعة لتبرير ارتفاع اسعار النفط. وامتدت المخاوف الي حوض البحر المتوسط وحذرت مجموعة »أوشينا« المعنية بقضايا البيئة من ان البحر المتوسط قد يصبح مثل خليج المكسيك. وأعلنت المجموعة من العاصمة الاسبانية مدريد ان العديد من دول البحر المتوسط تمنح تراخيص جديدة لاستغلال النفط في البحر المتوسط الذي يعتبر بالفعل اكثر البحار تلوثا في العالم. واشارت ارقام نشرتها المجموعة الي ان ايطاليا لديها بالفعل 66 بئرا نفطية نشطة معظمها في البحر الادرياتيكي وجنوب وغرب صقلية وتخطط لفتح 42 بئرا اخري علي الاقل.