لابد أن نعترف أن قضية عدم انضمام وليد سليمان للمنتخب أخذت حيزا كبيراً من تفكير النجم في مباراة العودة مع الترجي في النهائي الافريقي.. لقد اعتبرها البعض مادة خصبة لزرع الفتنة بين الاهلي بكل المنتمين اليه وبين اتحاد الكرة ممثلا في المنتخب وجاء رد فعل وليد بعد العودة من تونس سلبيا بالتفكير الجاد في اعتزال اللعب الدولي.. من المؤكد انه قيمة كبري وقد استطاع بجدارة ملء الفراغ الذي تركه عبدالله السعيد في وسط الاهلي واذا كان بريقه قد اختفي في ملعب رادس فهذا يرجع للسقوط الجماعي لكل اللاعبين لان كرة القدم لعبة جماعية.. من المؤسف أننا نتعامل مع الامور بقدر كبير من الهواية المبنية علي العواطف في التعامل مع أغلب القضايا.. من هنا تأتي النتائج عشوائية واذا تحقق انجاز يكون وليد الصدفة. المدير الفني للمنتخب يسعده بالطبع ان يجد في وليد سليمان ضالته في الفراغ الذي تركه السعيد الذي بحث عن المال في سبيل ضياع الهدف الاسمي وهو النجومية للنادي والمنتخب بدليل خلو القائمة من اسمه في الجولات الاخيرة لان بعض الدوريات ربما لا تعطي اللاعب المردود الفني الذي يمكن ان تجده في النادي الاهلي (مثلا).. هناك اتفاق بين اتحاد الكرة واجيري علي النزول بمعدل الاعمار في المنتخب في اطار عملية تجديد الدماء والدفع بعناصر شابة لتكوين فريق قادر علي تحقيق مبدأ المنافسة علي اللقب الافريقي بعد ان حققنا المركز الثاني في الجابون بعد غياب ثلاث دورات متتالية.. ولم يعد التأهل للمونديال حلماً يمكن ان ننتظره 28 عاما أخري.. فالمنطقي ان تكون مصر بين الكبار ابتداء من مونديال 2022 بقطر وما بعدها.. وهذا يتطلب وجوها جديدة تحتاج للفرصة من التصفيات وحتي النهائيات لتكون في حجم المنافسة الفعلية.. لهذا وجدنا اسماء مثل باهر المحمدي وأيمن اشرف ومحمد محمود وطاهر محمد طاهر وصلاح محسن واسلام جابر ومحمد حمدي.. ومنهم ربما لا يعرفه الكثيرون لكن تألق المحمدي وهو من الاسماعيلي واحرازه هدفا في مرمي تونس ومن قبل محمد محمود لاعب دجلة.. هذه الوجوه وغيرها هي مستقبل الكرة المصرية اذا وجدت الرعاية من الاندية والمنتخب وان يشتغل اللاعب علي نفسه في الالتزام وهذه كلمة تحمل معاني كثيرة لمن يفهمها.. والتركيز في التدريب بعد ان اصبحت اللعبة علماً وفناً بجانب القدرات الخاصة التي تميز لاعباً عن آخر.. اعتقد ان تجربة تونس كانت كاشفة لكثير من الامور الفنية باعتبارها التجربة التي يمكن من خلالها التقييم الموضوعي للمنتخب بوجه عام وللاعب كل علي حدة وكذلك فكر المدرب لكن من حظ أجيري ان النتيجة كانت غير مؤثرة لتأهل المنتخبين معا لهذا رأينا المباراة تروح وتأتي عدة مرات وكاد ان يحسمها الاشقاء لولا براعة وموهبة صلاح حماه الله.. انسوا الامور العواطفية وتعاملوا مع المواقف باحترافية وفي اطار المصلحة العامة بعيدا عن الشخصنة.