بالامس افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤتمر التنوع البيولوجي وعلي مدي الايام السابقة كانت هناك ترتيبات لهذا المؤتمرالعالمي الذي يعقد في مصر لأول مرة وتتولي مسئوليته وزارة البيئة.. والسؤال الذي يطرح نفسه بين معظم المتابعين لهذا الحدث هو ماذا يعني التنوع البيولوجي.. ولماذا هو تابع للأمم المتحدة وماذا سنستفيد منه.. ولأن هذه التساؤلات تدور برأسي منذ شاهدت الاهتمام الكبير بهذا المؤتمر الذي نجحت مصر في انتزاع استضافته من تركيا بجدارة واستحقاق، رغم ما قدمته أنقرة من إغراءات اعتبرتها الأممالمتحدة أنها رشوة.. وقررت تنظيم المؤتمر في مصر. بحثت كثيرا في المؤتمرات السابقة ووجدت أنه واحد من أحد أكبر مؤتمرات الأممالمتحدة في مجال التنوع البيولوجي شعاره "الاستثمار في التنوع البيولوجي من أجل صحة ورفاهية الإنسان وحماية الكوكب" وهذا الشعار يعني ببساطة الطعام والدواء وحق الحياة لكل البشر أو بمعني آخر،كل الموارد علي كوكب الأرض التي تساعد علي استدامة الحياة، فالتنوع البيولوجي هو كل شئ يمكننا العيش به، ماء دواء وكافة الموارد الطبيعية، ودونه ستظل هناك شعوب مرفهة وأخري تعاني الجوع والمرض وتتصارع من أجل نقطة مياه وهو ماأكده الرئيس السيسي خلال كلمته عندما قال : أن استهلاك العالم سنويا يزيد بنسبة أكبر من 30% عما تنتجه النظم من موارد، وأن المجتمع الدولي أكد ضرورة الحفاظ علي التنوع البيولوجي وهو يأتي في وقت يواجه فيه التنوع البيولوجي مخاطر. والمؤتمر يركزهذا العام علي دمج التنوع البيولوجي في القطاعات التنموية مثل التعدين والصحة والإسكان والصناعة، وربطه بتغير المناخ لأن التنوع البيولوجي له دور مهم جداً في التكيف مع تغير المناخ، فمثلاً وجود الأشجار في مكان ما بكثرة يحميه من التآكل. وهو مؤتمر دوري تنفيذا لاتفاقية التنوع البيولوجي، وهي من أقدم الاتفاقيات التي ظهرت عام 1992 بالتزامن مع اتفاقيتي تغير المناخ والتصحر وتشارك فيه 196 دولة حول العالم وأكثر من 5 آلاف من الحكومات والخبراء والعلماء وممثلي المجتمع المدني. والحقيقة أن سر الصراع ليس في استضافة المؤتمر ولكن رئاسة مصر للمؤتمر لمدة عامين لتصبح أول دولة عربية وأفريقية تترأسه "2018-2020"، بالتزامن مع مرور 25 عاما علي الاتفاقية والجميل أيضا أنه يتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وهو ماسيفيد أفريقيا كثيرا خاصة في توحيد الرؤي الخاصة بالقارة، خاصة أن أفريقيا تلك القارة العظيمة بمواردها الطبيعية تعاني الفقر والجوع ولديها العديد من القضايا كالاتجار غير المشروع في الحياة البرية.. أما علي المستوي السياسي فأعتقد أن الاجتماعات الوزارية التي تم عقدها أمس وأمس الاول لبحث إمكانية دمج التنوع البيولوجي بقطاعات الطاقة والتعدين والصحة والبنية التحتية والصناعة والعلاقة المتبادلة بينهم، تؤكد الأهمية السياسية للمؤتمر الذي سيتم خلاله إعلان شرم الشيخ مدينة خضراء كنموذج للمدن المستدامة والتوسع فيها. ولكن ماذا سيعود علي مصر منه،أعتقد يكفينا أنه يدعم إظهار دور مصر الريادي علي المستوي الإقليمي"أفريقيا - عربيا - متوسطيا"، وقدرة مصر علي تنظيم المؤتمرات، والأحداث العالمية في ظل ما تشهده من إصلاحات اقتصادية وسياسية وقدرتها علي ربط اتفاقية التنوع البيولوجي باتفاقيتي التصحر وتغير المناخ وإعادة النظر، في الاتفاقيات الثلاث معا لمساعدة الدول علي تنفيذ استراتيجياتها. واقتصاديا، سيساعد علي خلق شراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني ومراكز البحث العلمي وربطها بالتنوع البيولوجي وصياغة مشروعات علي أرض الواقع. ومن وجهه نظري أن الاهم من كل هذا هو أن هناك 12 مليون نوع مختلف من الكائنات علي سطح الأرض نفقد منها يومياً 150 نوعاً بسبب الأنشطة البشرية مثل الصناعة والزراعة والتجريف والصيد الجائر والتعدين. الطعام لكل فم.. وتوزيع ثروات العالم حتي يجد الفقير قبل الغني مايقتات به هذا هو مفهوم التنوع البيولوجي من وجة نظري فهناك تنوع علي وجه الارض لو تم استغلاله بالشكل الأمثل بعيدا عن الاحتكار وجمع الثروات في بلد دون آخر لن نجد جائعا ولا مريضا يبحث عن الدواء في العالم كله