لم أسمع من قبل عن حمو بيكا ولا عن مجدي شطة، إلا بعد أن قامت نقابة المهن الموسيقية الأسبوع الماضي بمنع حفل حمو بالإسكندرية، لعدم حصوله علي ترخيص بالغناء !!.. وبعد أن (دبت الخناقة) بين حمو وشطة علي اختطاف ( الفانز) فيما أطلق عليها (معركة القاع)!!.. لكن هناك جمهوراً (فانز) وجمهوراً كبيراً وخناقة حامية أيضا !!... والأغنية الواحدة لأي مطرب منهما، تحصد نسبة مشاهدة تتجاوز 10 ملايين مشاهد!!... نقابة الموسيقيين منعت الحفل بسبب الترخيص، رغم أنهما (حمو وشطة) ليسا أعضاء بالنقابة وغير مسجلين بها، أو (مسجلين خطر) كما يسخرون منهما!!.. الفنان هاني شاكر نقيب الموسيقيين أكد أنهما يفسدون الغناء والذوق العام، لكنه لا يستطيع السيطرة علي هذه الظاهرة!!... وبالفعل حمو وشطة من مطربي (المهرجانات) مثل أوكا وأورتيجا وسادات وحاحا والبرنس وفيفتي وشاكوش وطابور طويل من المغنين الشعبيين، أبناء الأحياء العشوائية الفقيرة (يظهرون سريعا ويختفون سريعا) يقدمون الموسيقي الإلكترونية، فقيرة التكاليف، لا يوجد لحن، فقط إيقاع واحد صاخب، وجهاز كومبيوتر لتضخيم الصوت وضبطه ومعالجة عيوبه.. واخترعوا لها أيضا طريقة في الرقص تشبههم وتشبه موسيقاهم، ظواهر عشوائية تشبه (عبده موته) و( نمبر وان) وإنتاج السبكي وكل العشوائيات الغريبة التي ظهرت في حياتنا!! ومن حق نقابة الموسيقيين منع حمو بيكا أو أي مطرب من الغناء في حفل لم يحصل فيه علي ترخيص بالغناء.. لكن إذا كان المنع كما يقول هاني شاكر بسبب إفسادهم الذوق العام، فربما يحتاج الأمر إلي مناقشة ومراجعة... ليس بسبب أن ما يقدمونه فنا يستحق الدفاع عنه، ولا لأن غناءهما جدير بالدعم والمساندة، لكن لأنهما جزء من ظاهرة أكبر ممتدة في الواقع، لها جمهورها وبيئتها التي أفرزتها وتعبر عنها، نتاج الأحياء العشوائية وفوضي الشارع وتفكك قيمه وأخلاقياته...أصوات ما بعد الحروب والانهيارات والكوارث، قد تكون جامحة وعالية الصوت، لكن بالتأكيد هي (ظاهرة مؤقتة) لا قيمة ولا تأثير.