عندنا وادي »كركر« وميت »بشاشة« مركز »قها قها« قليوبية، ومع ذلك مر العيد العالمي للضحك الاحد الماضي دون بسمة! كيف يضحك من ليس في جيبه »باره« »عملة منقرضة اقل من المليم والجنيه الف مليم« والعلماء يقولون أن الضحك ينشط مراكز في المخ لاتنشط الا بفعل النقود أو الكوكايين.. فكيف تنشط هذه المراكز والفلوس بخ؟ ومن »يجيله« نفس »بكسر النون« يبتسم وهو يعلم أن في اليوم التالي لعيد الضحك، سيأتي من دنس مقدسات المسلمين ومنع الأذان في الحرم الإبراهيمي؟ يكفي أن منتصف هذا الشهر يذكرك دوما بالنبت الشيطاني »إسرائيل« الذي اصبح عمره اثنين وستين عاما في حين أن دولة فلسطين عمرها 26 عاما بالناقص ولايلوح في الافق أي أمل بأن هذا الطرح في العمر سينقضي قريبا. كل ما حولك لايشجع علي أي قهقهة أو جلجلة أو ضحك أو هشاشة أو بشاشة أو حتي بسمة، بلاش.. مجرد فك التكشيرة أو التوقف عن ضرب البوز. تهرب من الاسعار الفلكية للبروتين الأحمر إلي البروتين الابيض في البحرين الاحمر والابيض فتفرض الحكومة حظرا لصيد الاسماك لمدة شهرين كفيلين بابيضاض شعرك وإحمرار عينيك. وحين تولي معدتك شطر البروتين الابيض ذوي الارجل الاربع، تجد أن انفلونزا الطيور تسر الف عدو ولاتسعد حبيبا واحدا، هذا ان استطعت أن توفر ثمنها أصلا. واذا لذت بالتليفزيون سمعت وشاهدت ما يؤذي عينيك ويخرم اذنك، من نائب يطالب بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين إلي آخر يلعب الميسر ويهرب الموبايلات، البعض يسب الدين ويتفوه بأقذع الشتائم.. عندها ستقول: بس.. هي البرامج الرياضية.. أمتع نفسي شوية وأروح عنها، فتكون كالمستجير بالرمضاء من النار فتسمع ادعاءات صفيقة عن اصبع بركات وكلب أحمد حسن الابيض في علبته الحمراء.. هنلاقيها منين ولامنين. لذا من الافضل ان نحتفل باليوم العالمي للضحك علي الدقون بعد ان اصبحنا نضحك علي بعض ونضحك من بعض، ولا نضحك لبعض. وبعد ان انكشفت الضحكة الصفراء ولم تعد تنطلي علي احد، تشيع الان الضحكة الميكانيكية والبسمة الصناعية والقناع الباش الذي يخفي وراءه عدة وجوه للغل والحقد والكراهية.. هذه الانواع من الضحكات يستقبلك بها كل من يريد منك شيئا فإذا انتهت مصلحته، ادار وجهه ليبصق عليك ويكشف وجهه العبوس الكشر، انتهي زمن الضحكة الصافية الرائقة التي تخرج من القلب لتدخل قلوب من حولك.. ضحكة الناس الرايقة التي ولت وحلت مكانها الضحكة التركيب التي يلزقها كثيرون علي وجوههم لتسليك الامور وتيسير المصالح وقضاء الحاجات.. هي ضحكة رجل العلاقات العامة ومندوب المبيعات ومديري التسويق، ولشدة كذب ونفاق هذه الانواع من الضحكات احتج عدد كبير من الكوريين واليابانيين الذين يمارسون المهن السابقة وقالوا انهم تأثروا عصبيا ونفسيا لكثرة اصطناعهم الضحك واصبحوا في حاجة إلي علاج نفسي بعد ان نسوا الضحك الطبيعي المنتشي المجلجل الذي يجلو الصدور من همومها، ولم يعودوا من الناس الرايقة لانهم بعدان يفتعلوا الابتسامات امام زبائنهم يشعرون بالندم لممارستهم اخطر انواع الكذب وهو الكذب بالمشاعر. حتي الضحكة اصبحت مغشوشة فهل يفيدنا جهاز حماية المستهلك؟ ومن اي عالم نعيد الضحكة الرايقة والناس الرايقة؟