أكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن التجديد في الفتوي أمر لا مناص ولا غني عنه مراعاة لمقتضيات تغير الزمان والمكان والأحوال والعرف والعادة مع التفريق الواضح والمهم بين الثابت والمتغير في الدين، جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر العالمي الرابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد تحت مظلة دار الإفتاء، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ويحمل عنوان: »التجديد في الفتوي بين النظرية والتطبيق»،بحضور ممثلي 73 دولة من الدول العربية والإسلامية والمقرر أن يختتم أعماله غدا. وشدد د. مختار في كلمته التي ألقاها نيابة عن د. مصطفي مدبولي رئيس الوزراء علي أننا بحاجة ماسة إلي إحلال مناهج التفكير محل مناهج الحفظ والتلقين، وأوضح أن مراعاة مقتضيات الزمان والأحكام أمر حتمي في الفتوي مع تفريقنا الواضح والهام بين الثابت والمتغير، وأن »إلباس الثابت ثوب المتغير هدم لثوابت الدين، وإلباس المتغير ثوب الثابت طريق الجمود والتحجر والانغلاق والتخلف عن ركب الحضارة». وأعلن أنه سيتم خلال أسابيع افتتاح أكاديمية الأوقاف المصرية لتدريب الأئمة والدعاة بعد إعداد مقرها في مدينة 6 أكتوبر ووجه الدعوة لجميع الدول الإسلامية لتدريب أي عدد من الأئمة فيها بصورة مجانية مع توفير الاستضافة لهم خدمة للإسلام والإنسانية. ومن جانبه أكد د.شوقي علام مفتي الجمهورية ورئيس المؤتمر- أن تجديد الفتوي يجفف منابع الإرهاب الأسود ويقضي علي جماعات الظلام وشدد علي أن أمانة التجديد الإفتائي مهمة تقوم بها مصر وتتحمل أعباءها لتخدم الأمة والعالم وقدم مفتي الجمهورية الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، علي رعايته لمؤتمرات الدار ودعمه للأمانة العامة لدور الإفتاء العالمية مشيراً إلي أن الأمانة جاءت استجابة لمبادرة الرئيس لتجديد الخطاب الديني لإظهار سماحة ووسطية الإسلام والقضاء علي الإرهاب والتشدد. وشدد علام علي ضرورة إدراك وفهم التغيرات التي تطرأ علي المجتمعات والثقافات نتيجة حركة التطور المعرفي والحضاري والتي تستوجب معها تجديدا يتواكب مع مناحي الحياة حيث تضبط الفتوي إشكاليات كثيرة فيها. أكد المستشار حسام عبدالرحيم وزير العدل علي أن مصر تبذل جهودا كبيرة من خلال مؤسساتها الدينية لتجديد الخطاب الديني وتفنيد كل الدعاوي المتطرفة. وأوضح أن السنوات الأخيرة شهدت موجة غير مسبوقة من التكفير والعنف والإرهاب في العالم كله، عانينا منها في مصر وواجهناها بكل قوة وعزيمة وشرف علي المستوي العلمي الذي تقوم به المؤسسات الدينية كالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، وكذلك علي المستوي الأمني الذي تقوم به القوات المسلحة الباسلة وكذلك رجالُ الشرطة الشرفاء، ولفت إلي ان مصر بذلت ولا زالت من دماء أبنائها الشهداء ما سوف يحفظه التاريخ في صحائف من نور. وفي السياق ذاته أعرب الشيخ يوسف إدعيس، وزير الأوقاف الفلسطيني، عن شكره لمصر قيادة وحكومة وشعبا لجهودها في دعم الفلسطينيين وقال: »نثمن مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعمة لفلسطين من أجل تحقيق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ومساعيه لتحقيق المصالحة ولم الشمل الفلسطيني،كما نقدم الشكر للإمام الأكبر شيخ الأزهر لمواقفه الصارمة ضد الاحتلال وإداناته لممارساته ولدعمه للمرابطين في القدس،ولا ننسي دور شعب مصر العظيم معنا في السراء والضراء». وأكد أن الفلسطينيين في معركة مع المحتل للدفاع عن مقدسات الأمة المسيحية والإسلامية وأن القدس والأقصي يتعرضان لهجمة غير مسبوقة النظير، كما يتعرض الفلسطينيون للضرب والتنكيل والاعتقال وفرض الغرامات الباهظة. وأكد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن كثيرا من العلماء الكبار استشعروا أن علوم الشريعة بدأت في النقوص أو التراجع عن مواكبة عصرها، ونبّه علي أن كل تجديد وإبداع لابد فيه من شطط، وهذا هو نصيب الرواد.