بمجرد أن توفر لدي وقت .. خطفت رجلي إلي أرض المعارض لزيارة المعرض الأول للحرف اليدوية والتراثية ويحمل اسم »تراثنا»، وكالعادة قلت لصديقتي: »أنا جاية أتفرج وبس»، فوجدتها تقول لي أنا معي فلوس كتير وتحت أمرك، ليه كده يا صديقتي تساعديني علي إدمان الشراء، ده أنا في كل معرض أقول لنفسي أنا جاية المرة دي أستمتع برؤية الأشغال اليدوية والحرف التراثية، وأفرح ببهجة الألوان، وأشحن نفسي بجرعة من الأمل، وأشوف وجوه ناس بتحب العمل اليدوي وتقدسه، لكن أخرج في كل زيارة لمعرض بمحفظة خاوية من النقود إلا بضعة جنيهات أدسها في سوسته الشنطة، يادوب تكفيني أجرة المواصلات للبيت، الذي أعود إليه محملة بالكثير من المشغولات البديعة، أجلس لأفرزها وأنا أفكر تصلح هدية لمين! وأغلف وأكيس ما اشتريته تمهيدا لتقديمه هدايا للأهل والأحباب .. وقد أكرر الزيارة مرة واثنتين وثلاثاً إذا أعجبني المعرض. وهذا ما سوف أفعله في معرض تراثنا الأول، فقد أعجبني كثيرا خاصة أنه استضاف مملكة عربية حبيبة إلي قلبي وهي البحرين فقد استمتعت بروعة الحرف التقليدية والتراثية لديها خاصة صناعة السفن الخشبية التي برع واشتهر بها أبناء المملكة منذ مئات السنين. ووجدتني أقارن بين المعرض الأول التابع لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة ومتناهية الصغر »تراثنا» ومعرض» ديارنا »الخاص بالأسر المنتجة المصرية، وأقول في نفسي بداية قوية، فهناك ضيف شرف وعروض فنية من التراث تقدم خارج قاعة العرض وشبه كافيتريا صغيرة بكراسي مريحة، لكن بالفعل ديارنا هو الأصل ومعرض تراثنا بدأ من حيث انتهي الأول.. وإذا كانت وزارة التضامن الاجتماعي هي شبكة الأمان الأولي في مصر والتي يتبعها معرض ديارنا والتي نجحت في مساعدة الأسر المصرية علي مواجهة أعباء الحياة القاسية، فإن جهاز تنمية المشروعات المتوسطة ومتناهية الصغر يعمل أيضاً كشبكة أخري للأمان الاجتماعي والاقتصادي تسهم في محاربة البطالة والتخفيف من حدة الفقر عن كاهل المصريين.