أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس استعداده لدراسة اي طلب من مصر لنشر قوات عسكرية اضافية في سيناء. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال الاجتماع الاسبوعي لحكومته ان الحكومة الأمنية ستدرس اي اقتراح في هذا المنحي. ومن جانبه، قال الوزير الاسرائيلي يوفال شتاينتس ان العلاقات مع مصر تنطوي علي اهمية استراتيجية بالنسبة لاسرائيل، ولذلك يجب دراسة اي موضوع بإمعان من خلال النظر إلي المدي البعيد. أما الوزير الاسرائيلي ايلي يشاي فقال انه يجب العمل بالتعاون مع مصر لمنع ارتكاب اعتداءات علي الحدود واذا كانت هناك حاجة لتعديل معاهدة السلام فيجب القيام بذلك من خلال التنسيق والتفاهم. في نفس الوقت ،قال وزير الدفاع ايهود باراك ان اسرائيل سبق وسمحت بانتشار تعزيزات مصرية في سيناء التي قال إن مساحتها تصل إلي 3 أضعاف مساحة إسرائيل. وأضاف أن مصر كانت بحاجة لذلك بشكل مؤقت لضمان عدم نسف أنبوب الغاز، ولمواصلة الحرب علي الإرهاب. وفي حديثه عن اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، قال باراك إن الاتفاق مهم جدا لمصر، إلا أنه أشار إلي أن الشرق الأوسط يتطور ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيكون عليه في المستقبل. ورفض باراك التطرق إلي ما نشر بشأن قيام مصر بمنع إسرائيل من اغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إسماعيل هنية. وزعمت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية أمس أن باراك لن يتيح إدخال المزيد من القوات الي سيناء. في حين أنه أدلي بتصريح سابق يدعم إدخال قوات مصرية الي سيناء خدمة لاسرائيل. علي صعيد آخر، قالت صحيفة واشنطن بوست إن ثمة إدراكا في إسرائيل بأن الاحتفاظ بعلاقات مع "مصر ما بعد الثورة" لم يعد يعتمد فقط علي تطوير العلاقة بقادتها، فتبني مواقف تحظي بقبول المواطنين المصريين والقوي السياسية الصاعدة في ذلك البلد أصبح في غاية الأهمية. وأشارت إلي أن قتل إسرائيل لخمسة عسكريين مصريين ، وتهديدات القاهرة بسحب السفير المصري لدي إسرائيل، كشفت عن التغير الذي طرأ علي الخريطة السياسية بين البلدين. فالمسئولون الإسرائيليون الذي عولوا علي حسني مبارك بوصفه شريكا في تعزيز معاهدة السلام مع اسرائيل، باتوا يتعاملون مع الرأي العام في مصر ويأخذون بعين الاعتبار تأثيره علي قادة البلاد. ونقلت واشنطن بوست عن وزير الدفاع الاسرائيلي السابق بنيامين بن إليعازر - الذي عرف بعلاقاته مع مبارك - قوله إن ثمة عاملا جديدا الآن وهو أن الجماهير هي التي تحدد الخطوات وتملي التحركات. وتقول الصحيفة الأمريكية أن الإدراك الإسرئيلي اتضح في اعتذار إيهود باراك وسحبه تصريحاته التي اتهَم فيها "ضعف القبضة المصرية علي سيناء منذ الإطاحة بمبارك"، بعد أن ثار الشارع المصري عقب عملية القتل وما تلاها من تصريحات إسرائيلية. وتشير الصحيفة إلي أن الحساسية تجاه الرد المصري كانت واضحة، حين قررت حكومة تل أبيب عدم التصعيد مع الفلسطينيين خشية أن يكون لتلك الخطوة تأثير علي مصر حيث التعاطف الشعبي مع الفلسطينيين كبير جدا. وتقول الصحيفة إن التوازن الإستراتيجي الذي حققته معاهدة السلام لاسرائيل علي مدي عقود قد يتغير في ظل الثورات العربية وتدهور العلاقات مع تركيا.