يعاني العديد من الشركات الكبري والمصانع من مشكلة تآكل المعادن التي تهدد شبكات صرف وتبريد المياه والغلايات الضخمة وخطوط الإنتاج وغيرها، ورغم استخدام مواد كيماوية مستوردة وباهظة التكاليف للحد من تآكل المعادن فإنها تظل محدودة الأثر وبعضها ضار وملوث للبيئة.. الدكتورة »مايسة صلاح الدين إسماعيل» مدير الجودة والبيئة بشركة مياه شرب الإسكندرية استطاعت التوصل لاختراع للتحكم في تآكل المعادن باستخدام مستخلصات من الأعشاب الطبيعية »بردقوش وحرجل وطحالب بحرية» غير ملوثة للبيئة وآمنة للإنسان فاز بالميدالية الذهبية في معرض جنيف للابتكارات هذا العام وجوائز عالمية ومحلية أخري.. تفاصيل هذا الابتكار في الحوار التالي.. في البداية حدثينا عن فكرة ابتكارك وأهم مميزاته؟ الابتكار عبارة عن طريقة للتحكم في تآكل الأجسام المعدنية الصلبة ومنع تكون القشور في أنظمة التبريد أو غلايات المصانع باستخدام مستخلصات الأعشاب الطبيعية »بردقوش وحرجل وطحالب بحرية» غير ملوثة للبيئة.. وأهم مزاياه أنه غير مكلف وآمن للبيئة والإنسان ويتكون من مواد طبيعية متاحة وغير معقدة التصنيع ويقوم بنفس الدور الذي تؤديه المواد الكيماوية المستوردة من الخارج الأمر الذي يؤدي لتوفير الأموال وإنشاء المصانع وتشغيل الشباب، ويصلح أيضاً هذا الابتكار لاستخدامه في الصناعات الخاصة بالأغذية والأدوية بالإضافة إلي إعادة استخدام مياه التبريد في أنظمة مغلقة بدلاً من أنظمة التبريد المفتوحة التي تهدر كما كبيرا من حصة مياه النيل. كيف جاءت الفكرة؟ جاءت من ملاحظة استخدام الطحالب كمضادات لتكون »الحشف» علي السفن وإعاقة سيرها واستخدام مستخلصات أعشاب البردقوش في التخسيس لإذابة الدهون وكذلك مستخلصات »الحرجل» في إذابة حصوات الكلي فبدأنا بدراسة مدي تأثير (مستخلصاتها) كمضادات لتكون القشور والتآكل في المعادن وذلك بسبب وجود أملاح ذائبة ومواد عالقة وأخري عضوية ذائبة وعالقة وغازات وكائنات حية دقيقة تؤدي إلي تآكل المعادن وتكون قشورا كلسية تترسب داخل مواسير أنظمة التبريد مما ينتج عنه انسداد جزئي أو كلي لتلك المواسير وبالتالي يسبب خسارة اقتصادية حادة. وترجع الفكرة لمؤسس استخدام الكيمياء الخضراء كبديل للكيماويات أ.د. عصام خميس نائب وزير البحث العلمي والتعليم العالي. كيف كانت نتائج الدراسة وتقييم كفاءة المستخلصات العشبية والطحلبية؟ أكدت النتائج كفاءة مستخلص أعشاب البردقوش والحرجل ومستخلص الطحالب البحرية »الحمراء والخضراء» في تثبيط تكون القشور وتثبيط تآكل الصلب وأن وجود المياه المعالجة يقلل من عملية تكون القشور وتآكل الصلب.. ما أهم الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها؟ علي المستوي الدولي أعتز جداً بجوائز جنيف هذا العام عن ابتكاري وميدالية ذهبية في مجال البيئة وأخري من الجالية المصرية بجنيف ووسامين أحدهما من السعودية والآخر من وزارة السياحة بسويسرا وشهادة من المنظمة المعنية بالملكية الفكرية بسويسرا ودبلومة فخرية من جامعة رومانيا. أما علي المستوي المحلي فقد تم تكريمي من شركة مياه الشرب بالإسكندرية ورئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي وكلية العلوم جامعة الإسكندرية في الاحتفال باليوم العالمي للأرض. ووزير التعليم العالي ورئيس أكاديمية البحث العلمي ومن مؤسسة مصر تبتكر. ورشحت لأكون واحدة من ضمن أعضاء المنظمة العالمية لصغار المبتكرين الأفارقة. كما حازت رسالة الدكتوراه الخاصة بي علي جائزة د. عبد الرحمن الصدر كأحسن رسالة دكتوراه في المجال العلمي وهي جائزة تصرف من ريع مؤتمرات الراحل د. أحمد زويل لذكري أستاذه عبد الرحمن الصدر وحصلت الرسالة علي المركز الأول لأحسن الابتكارات العلمية في علوم الإنسان. كيف كان دور الشركة التي تعملين بها في دعمك لتقديم الابتكار بمعرض جنيف؟ كان لشركة مياه الشرب بالإسكندرية دور كبير في دعمي وبالأخص جهود المهندس أحمد جابر رئيس الشركة لحثه ودعمه وتطوير الطاقات البشرية بالشركة إيماناً منه بأهمية البحث العلمي حيث يعد العلم من سبل تطور ونجاح المؤسسات ورفع اسم مصر عالياً في المحافل الدولية وللحفاظ علي مكانة الشركة لتبقي دائماً في الصدارة بجهود أبنائها المتميزين.