بحيرة قارون تقع شمال مدينة الفيوم وتعد أعمق البحيرات بمصر حيث يوجد بها أماكن تصل أعماقها إلي 14 مترا، وكانت تمد بمياه النيل أثناء الفيضان أيام الفراعنة بسبب انخفاض مستواها عن سطح البحر، وفي عهد امنمحات الثالث أمر ببناء قناة إليها وسدين لتخزين مياه النيل فيها أثناء الفيضان، وطبقًا لما ورد في مخطوطات»هيرودوت» عن تاريخ مصر القديم كانت البحيرة تخزن المياه 6 أشهر وتمد الأراضي بالمياه مدة مماثلة، ورغم اختلاف الأساطير حول هذه البحيرة العجيبة فمنهم من ينسبها إلي قارون الذي ورد ذكره في القرآن الكريم ومنهم من يؤكد أنها من العصر الفرعوني، وظلت علامة بارزة في تاريخ الفيوم. تعرضت بحيرة قارون في الفترة الأخيرة إلي التلوث نتيجة صب مياه الصرف الصحي ل 84 قرية في مياهها، وأُصيب الإنتاج السمكي بطفيل »الإيزبودا» حتي انهارت الثروة السمكية تمامًا، ولم تشفع للبحيرة صرخاتها وصرخات الصيادين الذين هجروها لبحيرات أخري حتي أعطي الرئيس عبد الفتاح السيسي تعليماته بالاهتمام ببحيرات الجمهورية وكان من ضمنها بحيرة قارون، والتي تم إمدادها ب 5 كراكات عملاقة للحد من التلوث تعمل منذ 3 سنوات، بالإضافة تنفيذ حزام أمن وفلتر ميكانيكي داخل البحيرة، وتم مؤخرًا إلقاء 5 ملايين من زريعة الجمبري داخل البحيرة لعودة إنتاجها السمكي إلي سابق عهده. وأكد د. جمال سامي محافظ الفيوم، أن الرئيس السيسي يولي اهتمامًا كبيرًا ببحيرات الجمهورية ومن ضمنها بحيرة قارون التي تم إمدادها ب 5 كراكات عملاقة لتطهير القاع من الطبقة العضوية التي تضر بالثروة السمكية، وأشار إلي أنها تمنع التسريب في باطن الأرض مما يؤدي إلي تراكم طبقة الحمئة الضارة التي تلوث المياه، وأسهمت بشكل كبير في تطهير قاع البحيرة وتحسين الحياة المائية فيها. وأضاف المحافظ أن ما تم إنجازه في بحيرة قارون في الفترة الماضية سيسهم بشكل كبير في تحسين الحياة المائية وعودة الثروة السمكية فيها، خاصة أنه تم تنفيذ الحزام الآمن والفلتر الميكانيكي وحوض التهدئة والبدالات علي البحيرة، وأشار إلي أن تنفيذ حوض التهدئة أمام مصب مصرف البطس يبدأ بهدار قبل الدخول للحوض بطول 100 م وعرض 40 م وعمق 4 م بإجمالي أعمال حفر 16 ألف م3، كما تم تنفيذ الحزام الآمن بداية من مصرف البطس في اتجاه الجزء البحري من المرحلة الأولي بعرض 30م سطحي و 14 م قاعي وعمق 3.5 م بقطاع 77م2 وبطول 3.5 كم بإجمالي أعمال حفر 336000م3 استخدمت فيه كراكة قاطعة ماصة و 3 معدات متعددة الأغراض و 3 حفارات برمائية و 4 حفارات برية علي أن يتم تطهير وتعميق القناة »الحزام الآمن» بصفة دائمة، كما تم تنفيذ فلتر ميكانيكي من إجمالي 5 فلاتر أخري من خلال المرحلة الأولي للمشروع، وتم تركيب 4 بدالات هوائية لتحسين خواص المياه بالبحيرة وتم وضع 2 قبل الفلتر و 2 بعد الفلتر الميكانيكي. وأضاف د. جمال سامي أن المحافظة بالتعاون مع وزارة الزراعة وهيئة الثروة السمكية تعمل في الممر المائي والجسر والبوابات والفلاتر لتنقية البحيرة، بالإضافة إلي التكريك المستمر للمنطقة التي تقع عند الممر حتي نتمكن من منع الملوثات من دخول البحيرة، وأشار إلي أن كل هذه الحلول ساعدت بشكل كبير في تطهير البحيرة وسيشعر به الصيادون عقب البدء في مشروع الصرف الصحي العملاق بعد اعتماد المبالغ المالية لإنشاء محطات الصرف داخل 84 قرية تصب مياهها في البحيرة وننتظر موافقة البرلمان المصري حتي يتم البدء في العمل وتنتهي مشاكل بحيرة قارون وقراها تمامًا. من جهته يضيف مصطفي محمود رئيس مجلس إدارة جمعية صيادي الأسماك ببحيرة قارون السابق، إلي أن عدد المراكب العاملة والمرخصة في بحيرة قارون 605 مراكب، وأن هناك 150 مركباً تمارس عمليات الصيد بدون ترخيص مما فتح الباب لتجارة غير مشروعة ببيع الأسماك الصغيرة »الزريعة» لتغذية الطيور، نتيجة الصيد بشباك مخالفة وجائرة صغيرة الفتحات والكثير من الصيادين يسمونها »الهبلة»، ووجه لهم نصيحة بعدم الصيد الجائر لزريعة الجمبري التي تم إلقاؤها مؤخرًا حتي يتم القضاء علي الطفيل الذي كان سببًا رئيسيًا في ضعف الثروة السمكية بالبحيرة. ويقول عبدالواحد عبد السميع »صياد» البحيرة بدأت تختلف عن الماضي بعد وضع الحلول المناسبة لعودة الثروة السمكية، وأشار إلي أن الكراكات العملاقة التي تعمل بالإضافة إلي الحزام الآمن وإلقاء زريعة الجمبري سوف يسهمان بشكل كبير في عودة الحياة البحرية للبحيرة. ويري ربيع علي »صياد» أن حشرة الأسماك قضت علي الحياة البحرية في قارون تمامًا ما أدي إلي هجرة الصيادين لها، ويقول: كنا في السابق نتباهي بإنتاجية البحيرة حتي أصبحت خاوية علي عروشها، وفي هذه الفترة بدأت تعود الحياة شيئًا فشيئا بعد توجيهات الرئيس السيسي بالاهتمام ببحيرة قارون ونتمني أن تعود لسابق عهدها.