انتشر مصطلح »الفريندزون» بشكل كبير بين الأوساط الشبابية عامة والفتيات خاصة، وتداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يفهم الكثيرون هذا المعني، حتي إن كانوا يعانون هذا الوضع، لكنهم لا يعلمون له توصيفا محددا، ومن الفتيات من يكون لها زميل في الوسط أو قريب يعاملها معاملة الأخت ولا يتمني غير ذلك، في حين أنها في مخيلتها وأحلامها تراه فارس الأحلام والإنسان الذي تتمني أن يضعها في خانة أخري في مكانة الحبيبة وتحلم يوميًا بأن يتقدم لخطبتها لتستكمل أحلامها الوردية، وكثيرًا ما يتحطم قلب الفتاة إذا ما علمت أنه ارتبط بفتاة أخري أو تزوج بأخري وتكتم تلك المشاعر داخلها لا تبوح بها له أو لأي شخص، وبالمثل الشاب من الممكن أن يقع في حب فتاة وهي تعامله كالأخ والصديق فقط، فإذا وجدت نفسك في هذه الحالة فاعلم أنك في خانة »الفريندزون». حكايات تحدث يوميًا في الجامعات وبين الأقارب وزملاء العمل، يخفي الطرفان مشاعرهما الحقيقية، ويتعاملان كالإخوة، بينما يكن كل طرف للآخر مشاعر أخري، وهو ما ترويه أحلام، فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا، تعلقت بقريب لها بشدة وكان يكبرها بعشرة أعوام، ظلت تحبه في خيالها فقط ولا تقدر علي البوح له، فيما يعاملها هو معاملة الأخت الصغري يحضر لها ما تحب ويعطف عليها، تشعر كأنه أب أحيانًا وأخ أحيانًا اخري فأصبح هو كل شيء لها خاصة أن والدها متوفي منذ أن كانت في السابعة، حتي صدمت من خبر زواجه من فتاة أخري أحبها، تحطم قلبها حينها وكانت تحاول إخفاء مشاعرها عن أهلها وتزينت يوم عرسه »كنت عايزة أكون في أحسن صورة عشان محدش يلاحظ.. لكن مقدرتش امسك دموع عينيا من الألم.. واللي حواليا ظنوها دموع فرحة أخت بأخوها.. لكن ده مكنش حقيقي».. وعن حياتها الآن فتقول أحلام إنها مصممة علي أن تستكمل طريق عملها وتبعد عن التفكير في الحياة العاطفية هذه الفترة حتي تستطيع التغلب علي هذه المشاعر لتدخل في علاقة جديدة سوية ولا تظلم أي شخص معها. الفريندزون الذي تعرفه أستاذة علم الاجتماع فاطمة حسن، علي أنه الحالة التي يكون فيها أحد أطراف الصداقة يتمني أن يدخل في علاقة رومانسية أو عاطفية فيما يكون الطرف الآخر لا يريد ذلك ويضعه في مكانة أخري مما يسبب حالة عدم الرغبة أو الخوف عن طريق رفض الآخر له ويسبب له اضطرابات وعدم ثقة في النفس بسبب الحالة التي يكون فيها الفرد معلقا لا هو حبيب ولا هو في خانة الزميل. شيماء تبلغ من العمر 26 عامًا، لديها حكاية أخري، فقد تحركت مشاعرها اتجاه زميل لها في العمل، اهتم بها وبادلته مشاعر الاهتمام، فكان يحضر لها الورود ويستمع إليها عندما تكون في حالة حزن أو ضيق وكذلك يطمئن عليها باستمرار خارج مواعيد العمل، ترجمت ذلك علي أنه يلاطفها ويود التقدم لها، لكنه لم يخبرها بأي شيء فترة طويلة، حتي تغيرت معاملته لها وابتعد عنها وعندما سألته عن سبب ذلك أخبرها أنها »أخته الصغيرة» وأنه لا مشاعر لديه ناحيتها.