أكد الشاعر الكبير فاروق جويدة أن التقاليد التي وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسي لسلوكيات وأخلاقيات الإنسان المصري هي التي أعادت لنا ذكريات عهد مضي، وأعادت قيمة الإنسان وقيمة التضحية وقيمة الإنجاز وقيمة كل ما هو جميل في هذا المجتمع العظيم، وقال: »أشكرك سيادة الرئيس لأنك أعدت إلينا بعض هذا العبق القديم والأشياء العظيمة التي كانت تتسم بها دائما الشخصية المصرية وهي الوفاء لكل شئ». وأضاف جويدة أن »أحق الناس بالوفاء هم الشهداء، فلا أعتقد أن هناك تضحية أكبر من أن يقدم الإنسان حياته وعمره وشبابه من أجل وطن، وأن تسيل دماؤه الطاهرة علي تراب هذا الوطن تضحية وفداء». ثم ألقي الشاعر فاروق جويدة قصيدة جديدة بعنوان »في رحاب الشهداء» والتي تضمنت: كل الأحبة يطلبون رضاك .. وأنا بدمي قد رويت ثراكِ إن كان في سنن الحياة ضريبة .. فأنا بروحي قد فديت حماكِ كنا صغارا حين أطلقنا المني.. جيلا فجيلا نهتدي بهداكِ طفل صغير لا ينام دقيقة .. إلا ورتل في المنام دعاكِ قلب يسافر في الحياة بطولها .. ما حب شيئا في الوجود سواكِ أشبعته حبا يفوق خياله .. وبكل شوق دللته، يداك الآن يرحل عن ربوعك راضيا.. وهب الحياة رخيصة وفداكِ الآن يحضنني ترابك ساجدا .. وبكل فجر قادم سأراك تتفاخرين علي الوجود بقصتي .. وأنا بدمي أستعيد بهاكِ يا قبلة الدنيا وتاج زمانها.. الله في قمم العلا سواكِ في موكب التاريخ كنت رسالة للعالمين.. وما اهتدوا لولاك الدين عنك كان وحي حضارة .. ما ضل نجم عانقته سماك شعب يصلي للجمال وللهدي .. كم ذاب عشقا وارتوي بهواكِ نيل يسبح للسماء سماحة .. عن كل شئ في الوري أغناك الكون قد عرف الهداية من هنا .. صلي وكبر واهتدي بخطاكِ الدين للرحمن نحن وديعة .. لا تسمعي من للضلال دعاكِ لا تتركوا الأديان خدعة جاهل .. أو دعوة للقتل والإشراك فالدين عدل والعبادة دعوة .. لله دون مذابح وعراك عندي عتاب قبل أن أمضي هنا .. ويل لفكر فاسد أعماك قتل الأجنة في البطون وشوهوا .. سنن الحياة وأفسدوا دنياكِ قتل وإرهاب وعهد كاذب .. من بالجهالة يا تري أغواكِ لا تحزني من زيف عصر جاحد .. من شوه الدم الحرام سقاك من حلل الدم الحرام علي الثري .. والأرض أرضك والدماء دماك ما كنت أعرف من أقاتل حينما .. سالت دماؤها علي جبين ثراك خاطبت ربي هل حلال ما أري .. في أي دين يستباح حماكِ خرجت علي الوطن الأمين عصابة .. سوداء ترجم في الظلام ضياكِ هبطت طيور الموت فوق رؤوسنا.. وتحجرت بين الأسي عيناك في دفء صدرك عشت أجمل قصة .. للحب عمري سترته يداك شوق وأحزان ولوعة عاشق .. ويقين قلب أبدعته رؤاك إني سأمضي الآن كل وصيتي .. ألا يضيع العدل فوق رباكِ أن تحفظي ولدي ليبقي دائما.. نسرا جسورا في سماء علاك ولتحفظيه من الضلالة بالهدي.. ليري الإله حقيقة برضاكِ علمته أن التراب أمانة .. بالحق سيري لن تتوه خطاك ولتحمليني في عيونك دائما .. حلما بريئا يحتمي بدعاكِ أنا في ترابك لن أنام وإنما .. سأظل قلبا ساهرا يرعاكِ تبقي دمائي في ترابك صحوة .. للحق تروي دائما ذكراك عهد من البهتان وليّ وانقضي.. لا خير في من لا يصون حماك ولتذكريني كلما عبرت بنا .. أشباح عهد فاسد أشقاكِ ولتحفظي حلمي ببيت آمن .. وكرامة من حق كهل شاك أو دعوة لا تستجاب لأنها.. كانت خطيئة جوع طفل باك فغدا تضئ علي ضفافك أنجم .. ويظل جيشك حارسا لحماكِ هو خير أجناد الخليقة كلها .. في كل خطب بالدماء فداكِ ولتذكريني كلما عادت لنا .. أعياد فرح واستعدت صباك بيني وبينك عهد حب كلما .. عصف الزمان بغدره ورماك سأطل في الأفق البعيد يحيطني .. ركب الشهادة شامخا كسماكِ فتقوم في الصمت المهيب سواعد.. ويطوف في الليل الطويل نداك فإذا أطل الفجر يوما وإنقضي.. زمن بنهر الدمع كم أضناكِ عودي إلي قبري وقولي كان لي .. فخر الرجال وعانقي شهداك».