سعدت واستبشرت خيرا عندما طالعت في الصحف أنباء تلك الحملات الموسعة المشتركة التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة علي بؤر الاجرام في احياء القاهرة لتصفيتها وتطهيرها من المجرمين والخارجين علي القانون والتصدي للقائمين باعمال القرصنة وفرض الاتاوات وارهاب المواطنين. لقد تبين ان بعض الذين تم القبض عليهم هاربون من احكام قضائية ومتمرسون في تجارة المخدرات علي نطاق واسع.. كما ان منهم بعض العناصر التي كانت قد تمكنت من الهرب من السجون خلال هوجة وفوضي الثورة اعمالا لمخطط اطلاق المجرمين لنشر الخوف والهلع والبلطجة في القاهرة ومدن مصر. لا جدال ان هذه الحملات كانت ومازالت مطلوبة وبشدة وعلي نطاق واسع حتي يمكن تربيط »صماويل« هذا البلد ليعود إليه الانضباط واحترام القانون والحرص علي المصالح الوطنية العليا المتمثلة في عودة دوران عجلة الحياة. وفي هذا المجال لا يجب بأي حال الخضوع او الانصياع لاي مطالبات أو شعارات مادام هناك قانون يجري تنفيذه علي الجميع بلا استثناء. ان الثورة علي الاوضاع الفاسدة لا تعني بأي حال الفوضي والتسيب واصابة احوال الوطن بالشلل.. لابد ان يدرك الثوار الذين ايدت ثورتهم جموع الشعب ان المطالبة بالحرية والديمقراطية والتجاوب مع المباديء والمطالب التي رفعوها تعني حياة كريمة وآمنة لكل المواطنين دون ارهاب او تسلط او خروج علي القانون والعدالة والنظام والقيم. لقد حان الوقت لاتخاذ جميع الاجراءات الكفيلة بضبط الامور حتي يمكن للدولة وكل منشآتها العامة والخاصة العودة بكل قوتها لممارسة مهامها في تقديم الخدمات اللازمة في جميع جوانب الحياة. حان الوقت لتكثيف عمليات الانتاج لتعويض الشهور التي مضت منذ قيام الثورة. من الضروري ان تعود الثقة للقيادات وكل العاملين الشرفاء الاكفاء في هذه الاجهزة للقيام بواجباتهم في خدمة الوطن والاستجابة لمتطلباته والنهوض به وصولا الي ما نتطلع اليه جميعا. ان سعادتي وخروجي من حالة اليأس لم تقتصر علي ترحيبي بهذه الحملات المشتركة للجيش والشرطة لتصفية دولة الاجرام والمجرمين والفوضي وانما زادت وتعاظمت بامتداد تدخلها لانهاء عمليات البلطجة التي تمثلت في الاستيلاء علي شقق ومساكن الغير الذي هو أنا وأنت وهو بغير وجه حق. منع هؤلاء البلطجية- الذين اعتقدوا ان القانون في اجازة- اصحاب هذه الشقق من دخولها. هذا السلوك يشير الي ان فهمهم للثورة والحرية اتسم بالخطأ والانحراف الذي جعلهم يُنصبون أنفسهم دولة داخل الدولة يفرضون بالقوة والارهاب قانون الغاب. بهذه المناسبة فقد وجدت نفسي أقول: وعقبال التصدي لعمليات العدوان علي الاراضي الزراعية التي توفر لنا احتياجاتنا من الطعام. لا جدال ان ما جري قد اشاع الفرحة والامل باعتباره مؤشرا باننا في الطريق الصحيح والسليم نحو بناء دولة النظام والقانون. لا وسيلة لتحقيق هذا الهدف السامي- مهما كانت المعوقات- سوي الاستعانة بالقوة المشروعة والحسم والحزم حتي يفهم الجميع ان القانون له انياب حقيقية. هذا الامر لا يمكن ان يتحقق دون تعاون والتحام حقيقيين بين الجيش والشرطة وبينهما وبين الشعب صاحب المصلحة الاولي في دولة الامن والامان والقانون. كم ارجو ان يكون ما حدث هو البداية وليس النهاية وان تتعاظم صلابة الدولة في هذه المرحلة لتشمل كل الجوانب سواء كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية او امنية. علينا ان نستعيد رشدنا ويقظتنا حتي نتمكن من عبور هذه المرحلة الصعبة التي عشناها ونعيشها والتي شهدت وتشهد محاولة السطو المنظم والمبرمج علي انجازات ومكتسبات الثورة.