اجتماعات اللجنة العليا المشتركة قريباً..وتوافق تام في مختلف قضايا الساعة فلسطين قضيتنا الأساسية في مجلس الأمن وسنجد مخرجاً لحفظ الحقوق المشروعة لشعبها السفير محمد صالح الذويخ، أحد أبرز الدبلوماسيين الكويتيين المعاصرين..تقلد عدة مناصب مهمة في بلاده، ومثل الكويت في العديد من المحافل الإقليمية والدولية، ووصل به المطاف ليكون سفيراً للشقيقة الكويت في مصر..ومنذ توليه المنصب الجديد، لم يؤل جهداً في تعزيز العلاقات المصرية الكويتية، وعمل علي دفعها بكل ما أوتي من دبلوماسية، لتصبح علاقة البلدين نموذجاً يحتذي به في العلاقات بين الدول، ويصبح هو من أنجح سفراء الكويت الذين مروا بالقاهرة. »الأخبار» حاورت السفير الذويخ، وأكد خلال اللقاء أن العلاقات الكويتية المصرية قوية وتاريخية..كما وصف العلاقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، بالأخوية القوية وتتميز بالاحترام الكلي بين الطرفين..وطالب بضرورة التكاتف العربي والإقليمي لدحر آفة الإرهاب.. وكشف أن القضية الفلسطينية هي »الأساس» خلال فترة تولي الكويت للمقعد العربي في مجلس الأمن حالياً.. وإلي نص الحوار: نبدأ بالحديث حول طبيعة العلاقات بين مصر والكويت، فالبلدان الشقيقان بينهما إرث تاريخي حقيقي من العلاقات الوطيدة..كيف تقيم تلك العلاقات الآن؟ وما هي أفق تطورها في المستقبل؟ العلاقات المصرية الكويتية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الماضية..والعلاقة بين البلدين الشقيقين مميزة ومتجذرة تاريخياً بفضل توافق الرؤي بينهما، وتوصف بأنها أخوية خالصة، وتعد امتداداً لتاريخ حافل من التفاهم والتوافق والعطاء المشترك والرؤية الموحدة لكافة الأوضاع المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين..إن العلاقة بين مصر والكويت في أزهي مراحلها بفضل حكمة قيادة البلدين والشعبين الشقيقين، ونحن ننطلق من هذا التوافق لدعم تلك العلاقة الأخوية البناءة والدفع بها إلي مستويات أكبر إن شاء الله. ولا شك أن العلاقات الكويتية المصرية قوية وتاريخية وبناءة ومتدفقة ونشطة..وهذه العلاقة لاتجدها في كثير من الأمثلة الأخري في العلاقات بين الدول.. وأؤكد أن العلاقات بين البلدين الشقيقين نشطة ومتدفقة ومنسجمة وبناءة وقوية وتاريخية، وأنا أعني هذه الكلمة..وهناك تصاعد مستمر علي كافة المستويات. إن مصر والكويت يشكلان انسجاما غير طبيعي، وهذا الانسجام إيجابي وعالي المستوي..وذلك يعطي حقيقة ثابتة أن هذه العلاقات إذا وصلت إلي حد الانسجام والتوافق في القضايا، فهذا دليل علي صحة هذه العلاقة، ودليل أيضاً علي ثقة كل طرف في الآخر، واحترام كل طرف للآخر..ويمتلك الطرفان إرثا كبيرا من العمل الدبلوماسي الجاد، وإرث كبير من المهام السياسية وتفهم الكثير من الملفات المُثارة حالياً سواء في عالمنا العربي، أو ما يتعلق بالمجتمع الدولي. اللمسات الأخيرة إلي أين وصل الاتفاق علي عقد اللجنة العليا المشتركة بين مصر والكويت؟ نحن في إطار إعداد اللمسات الأخيرة لعقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين الشقيقين، وستكون في دولة الكويت، وهناك تواصل مستمر واتصالات مستمرة علي مختلف المستويات بين البلدين وقيادتيهما ومسئوليهما بشكل مستمر، وهناك أيضاً تفاهمات كبيرة في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما أن هناك توافقاً تاماً في الرؤي المشتركة في مختلف القضايا حديث الساعة. وهل تم تحديد موعد لانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين؟ هناك موعد مقترح أن يكون في شهر مارس القادم، ولكن اعتقد أن ظروف معينة في مصر ستؤجل انعقاد اللجنة إلي وقت آخر. احترام كلي حدثنا عن طبيعة العلاقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ صباح الأحمد أمير الكويت..وكيف تصف آلية التواصل والتشاور بينهما في مجالات التعاون الثنائي وقضايا المنطقة؟ العلاقة أخوية جداً بين القيادتين الحكيمتين، وهناك تقدير واحترام لكل منهما للآخر..هناك علاقة أخوية وقوية جداً بينهما بالفعل، وتعد العلاقة إيجابية وبناءة وذات احترام كلي بين القيادتين..كما أن بينهما تقديرا عالي المستوي، والتواصل بينهما مستمر..وبين الزعيمين الشقيقين، اتفاق في رؤية كل منهما تجاه أي ما يهم هذه العلاقة أو ما يهم الوضع في العالم العربي. هل سنري خلال الفترة القادمة زيادة في حجم الاستثمارات الكويتية في مصر؟ قانون الاستثمار المصري سيكون عاملاً جاذباً لزيادة التدفقات الاستثمارية، سواء من الكويت أو غيرها..وطالما سيكون هناك قانون يحفظ حقوق المستثمر ويدعم الاستثمار الأجنبي سيكون هذا عاملاً إيجابياً في زيادة الاستثمارات..وبشكل عام، وتيرة العلاقات المصرية الكويتية تتصاعد بما فيها الجانب الاستثماري..وقد شكل التوافق السياسي والتدفق الاستثماري ودعم التنمية الاقتصادية، أبرز المصالح المشتركة بين مصر والكويت، وهو ما هيأ لأرضية واسعة لأوجه التعاون المختلفة بين البلدين في كافة الميادين..فالعلاقة بين مصر والكويت لها جذور تاريخية، والعلاقة أخوية خالصة وتعد في أزهي مراحلها بفضل حكمة قيادة البلدين والشعبين الشقيقين. ماذا عن أوجه التعاون الأخري بين مصر والكويت، علي سبيل المثال الثقافية منها؟ هناك خطة لتفعيل الجوانب الثقافية بين البلدين الشقيقين، عبر إقامة واحتضان الأسابيع الثقافية والمعارض الفنية..فقد أقمنا أكثر من معرض فني كعمل مشترك، تحت عنوان »مصر بعيون الكويت..والكويت بعيون مصر»، بمشاركة فعالة للفنانين التشكيليين الكويتيين والمصريين. وكيف تُقيم السياحة الكويتية في مصر الآن؟ التدفق السياحي الكويتي في معدلات كبيرة، وهناك أكثر من 6 رحلات يومية بين العاصمتين، بالإضافة إلي وجهات مصرية أخري مثل الإسكندرية وسوهاج والأقصر وشرم الشيخ. مواجهة الإرهاب الإرهاب آفة خطيرة، يهدد أمن واستقرار كافة ربوع المنطقة، في رأيك كيف تتكاتف الدول العربية للتصدي لهذا الشبح البغيض؟ بالفعل..الإرهاب يشكل آفة تهدد أمن واستقرار الشعوب الآمنة بلا شك، ومن ثم يهدد استقرار الإقليم والمنطقة، لذلك فإن التكاتف العربي والإقليمي يعد مطلباً لتوحيد الصفوف لمحاربة هذه الآفة والقضاء عليها نهائياً..فيجب أن يكون هناك تكاتف عربي وإقليمي حقيقي لدحر آفة الإرهاب والقضاء عليه من جذوره. فلسطين الأساس تسلمت دولة الكويت مع مطلع العام الجاري المقعد العربي في مجلس الأمن، خلفاً لمصر.. ما هي أولويات السياسة الكويتية في طرح الملفات العربية علي المنصة الدولية الأهم في العالم؟ ستواصل الكويت الرسالة العربية.. وهذا المقعد مخصص للمجموعة العربية، وكان لنا الشرف أن نتولي هذا المقعد في تلك الفترة..وبلا شك أن القضية الفلسطينية ستكون هي الأساس خلال فترتنا، وهي التي سنتولي تبنيها أثناء عضويتنا، حتي نجد مخرجا يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وما أنتجته الاجتماعات العربية علي مستويات القمم من رؤية عربية مشتركة تجاه حل القضية الفلسطينية. استضافت الكويت خلال شهر فبراير الجاري، مؤتمراً عالمياً لإعادة إعمار العراق، وتعهد المشاركون خلاله ب 30 مليار دولار لإعادة إعمار المدن العراقية التي دمرها تنظيم »داعش» الإرهابي.. ماهي آلية متابعة تلك التعهدات للوصول إلي العراق؟ هذا مجهود دولي مشترك، سواء بين الدول المانحة أو مؤسسات التمويل الدولية أو القطاع الخاص..وسوف يكون هناك آلية ستنظم هذه المسألة عبر الحكومة العراقية والهيئات العراقية المختصة، بالإضافة إلي ما نتج عن مؤتمر إعادة إعمار العراق، كونه توافق دولي لإعادة ما خلفته الآثار السلبية وما شهده العراق الشقيق من دمار للبنية التحتية وتهجير مجاميع بشرية، نتيجة وجود مجاميع إرهابية تم دحرها والانتصار عليها مؤخراً.