رسائل عدة بعث بها »منتدي شباب العالم» الذي استضافته مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر الماضي.. وتظل أهمية منتدي شباب العالم تكمن في كونه مبادرة و»صناعة» مصرية، مفادها رسالة إلي العالم بحتمية التفاعل المثمر، والتواصل البناء، وتأكيد جديد علي أن مصر ستظل دائمًا نقطة الارتكاز الإقليمي ورقمًا مهمًا في المعادلة الدولية مهما واجهت من تحديات. نجاح مصر في تنظيم هذا المنتدي يمثل دحضًا مباشرًا للمزاعم التي يرددها البعض حول غياب حالة الأمن والاستقرار في مصر؛ خاصة في ظل حجم المشاركين في المنتدي، الذين تخطوا 3 آلاف مشارك من الشباب والقيادات السياسية، وممثلي الدول المختلفة المنتمين إلي 86 جنسية. تلك هي الرسالة الأولي للمنتدي اما الرسالة الثانية، فهي أن المنتدي يمثل نموذجًا مهمًا لاستعادة مصر دورها العالمي، الثقافي والحضاري، باعتبار المنتدي مناسبة مهمة للتفاعل بين مختلف الثقافات. الحرب علي الإرهاب وتأتي أهمية هذا الدور في ظل تزامن عقد المنتدي مع استمرار قيام مصر بدورها المهم في الحرب علي الإرهاب. والرسالة الثالثة، ترتبط بفكرة تعامل الدولة المصرية مع قضية تمكين الشباب والخروج بها إلي نطاقات أوسع، تتجاوز مجرد الطرح النظري إلي واقع عملي ملموس. والرسالة الرابعة، هي التأكيد علي وضوح رؤية الدولة المصرية إزاء التعامل مع قضايا الشباب، ومفاد هذه الرؤية أن المستقبل يصنعه أصحابه، وأن التهميش والإقصاء لفئة الشباب من الجنسين ليس من مفردات العصر الحالي. الحوار مع الآخر الرسالة الخامسة، أن المنتدي يمثل تجسيدًا مباشرًا لقيمة الديمقراطية والحوار مع الآخر وبناء جسر مشترك من التفاهم عبر أفكار وسطية معتدلة، في شعار المنتدي »إننا بحاجة إلي التحدث معًا»، الذي تبعث مصر من خلاله رسالة تفاهم ودعوة للتقارب رغم الاختلافات الثقافية والدينية واللغوية. والرسالة السادسة، هي في الإصرار الرئاسي علي تقليص فجوة عدم الثقة التي طالت لسنوات بين الدولة والشباب، خاصة مع حرمان تلك الفئة من حقها في البناء، فكان توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بحتمية تقليص تلك الفجوة واستعادة الشباب لثقتهم في أنفسهم أولًا، وفي دولتهم ثانيًا. عام الشباب وكان عام الشباب هو نقطة البداية الحقيقية وما شهده من تواصل مستمر وعبر مسارات متعددة. الرسالة السابعة والاخيرة، هي توسيع قاعدة فرص المشاركة المتاحة لأكبر عدد ممكن من الشباب، حيث تمت مراعاة تمثيل كل المحافظات والفئات الشبابية، كما تم الأخذ في الاعتبار دعوة مجموعات شبابية لم تشارك في المؤتمرات الوطنية السابقة للشباب، وذلك في إطار حرص إدارة المنتدي علي إتاحة الفرص لأكبر عدد ممكن من الشباب وتحقيق أعلي نسبة مشاركة جدية لشباب مصر.. في السياق ذاته، جري اختيار مجموعات شبابية ممثلة لكل الفئات الشبابية الدولية من بين المسجلين علي الموقع الإلكتروني للمنتدي بحيث يكون هناك تمثيل لكل قارات العالم يكفل تحقيق التفاعل المطلوب، ويسمح بتبادل الخبرات والمعارف من كل مكان في آن واحد.