جهود كبيرة تبذلها اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر برئاسة د. عباس شومان وكيل الأزهر حيث انتهت في الفترة الأخيرة من التوصل إلي حلول للمئات من الخصومات الثأرية بعد نزاعات استمرت لعشرات السنين بين العديد من العائلات التي أكتوت بنارها بتقديم وجهائها ضحايا ما بين قتيل وجريح في العديد من المحافظات. »الأخبار» حاورت الشيخ محمد زكي الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية وأمين لجنة المصالحات بالأزهر والذي يعد »الدينامو» الذي يعمل في الخير للصلح بين الناس تطبيقا لقوله تعالي : (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أومعروف أوإصلاح بين الناس) ويقدم نفسه نموذجا وقدوة حيث عفا عن قاتل أخيه المرحوم جلال زكي لينهي آخر خصومة ثأرية في مركز طهطا بسوهاج ولتكون مدينة طهطا أول مدينة في سوهاج »خالية من الثأر» تمهيدا لإعلان سوهاج كلها خالية من الثأر قبل نهاية عام 2018. أكد الشيخ زكي أن لجنة المصالحات بالأزهر تسعي لنشر ثقافة الخير بين العائلات ووأد الفتن في مهدها، بالتعاون مع مديريات الأمن بالمحافظات التي لا تدخر جهدا في مساندة جهود اللجنة، مشددا علي أنه لا يليق بنا أبناء مصر أن يكون بيننا شقاق وعراك، فنهج سلفنا الصالح التسامح وقرآننا يقول: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) فيجب أن نعلي ثقافة القانون ونلتزم بها ولا نجنح لثقافة العنف ويجب أن نسامح وأن نعفو، مشيرا إلي أن العفوصفة لا يمتلكها إلا الخواص الذين يملكون أعلي الدرجات من الإيمان والتقوي. خصومات مزمنة وقال إن اللجنة قامت بحل مشاكل مزمنة في مئات من الخلافات التي استمرت فترات طويلة منها الصلح الذي تم بجهد كبير بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة في مديرية أمن سوهاج بين عائلتي الطوايلة والحمامدة بقرية خارفة جرجا بعد خلاف دام أكثر من 30 عاما والصلح الذي تم بين عائلتي الحرارزة والرمضانة بقرية الشورانية، بمركز المراغة بعد خلاف دام 40 عاما وآخر المصالحات التي وفقنا الله فيها إنهاء الخصومة بين عائلتي البلالسة وطهطاوي في مركز طهطا بسوهاج، ثم الصلح بين أبناء العم من عائلة أبوالدهب بسوهاج. ويضيف يتم حاليا الإعداد لعقد جلسة الصلح الأحد القادم 25 فبراير بقرية أولاد عليو في مركز البلينا بعد خصومة وقع فيها 19 ضحية ما بين قتيل وجريح بين عائلتي آل الشوافع والهلالسة وسيحضرها حوالي 25 ألف مدعومن كبار عائلات محافظة سوهاج وقد وجهت الدعوة لشيخ الأزهر للحضور وأناب وكيل الأزهر وامين لجنة المصالحات لتبليغ تهنئته ومباركته بهذه المصالحات. ويبشر الأمين العام للجنة المصالحات بالأزهر بالإعداد لصلح كبير بمركز ديروط لإنهاء مخاصمة تسببت في 28 قتيلا بين أكبر عائلتين فيها وقد نجح علماء الأزهر الكبار من أعضاء اللجنة في أسيوط يتقدمهم وكيل كلية أصول الدين ورئيس لجنة الفتوي وبيت العائلةمن كتابة محاضر المصالحة بالتعاون مع حكماء ووجهاء لجان المصالحات في أسيوط وسيكون هذا الصلح تحت إشراف وزارة الداخلية أيضا والأزهر الشريف. ويوضح أن لجان المصالحات منتشرة في كل المحافظات برئاسة محافظ كل إقليم ومدير الأمن فيه ورئيس الإدارة المركزية للمنطقة الأزهرية ورؤساء المناطق الدعوية ولجان الفتوي مع كبار الوجهاء والعقلاء وأعضاء مجلس النواب والقادة بهدف نشر ثقافة التسامح والعفو بين الناس تطبيقا لقوله تعالي: »وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم». أنشط اللجان ويشير الشيخ محمد زكي إلي أن لجنة المصالحات في سوهاج تعد من أنشط اللجان وذلك بفضل المبادرة الكريمة بعنوان»سوهاج خالية من الثأر» ونأمل ألا ينصرم العام الحالي إلا وتحقق ذلك وهوأمل قريب نظرا للجهود التي يبذلها رجال أمنها الصادقين الاوفياء الساهرين علي حماية المجتمع بحكمتهم منقطعة النظير المتمثلة في مديري أمنها السابقين واللاحقين وعلي رأسهم اللواء عمر عبد العال واللواء خالد الشاذلي مدير مباحث سوهاج الذي أصبح بحكمته واحدا من ابناء المدينة التي تشرف بمنحه جنسيتها حيث يعد زعيم المصالحات في صعيد مصر وهذه شهادة حق لما يبذله من جهد لاتمام المصالحات ليل نهار. ويلفت النظر إلي أن المصالحات لا تقتصر علي بلد بعينه ولكن تشمل مصر كلها وأشهر المصالحات التي تمت بجهد الأزهر الصلح بين »الدابودية» والهلالية» في أسوان بين المعركة الكبيرة التي تمت بينهما وكذلك الصلح بين عائلتي المخالفة وأبوسحلي في قنا ثم الصلح في مدينة برديس بسوهاج وآخر مصالحة كانت في مركز القنطرة غرب بالإسماعيلية إلي جانب مصالحتين في القاهرة ومصالحة في أسوان. ويوضح ان المصالحات تتم عن إقتناع وتأكيد علي أن القوة تكمن في العفووالتسامح وتعمل لجنة المصالحات بالتعاون مع مديريات الأمن في كافة المحافظات وتلقي كل الدعم من الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي لا يدخر وسعا من أجل إرساء ثقافة العفووالتسامح بين جميع المصريين، وهويحرص علي لسان وكيل الأزهرالذي يشرف ويحضر أغلب المصالحات علي توجيه الشكر لكافة العائلات التي تؤثر ثقافة الصلح والعفووالتسامح وتنبذ فكر العصبية والعنف، ذلك فإن إيثار الصلح علي الخصومة مطلب شرعي يجب علي الجميع أن يعمل من أجله لنقف جميعا سدا منيعا ضد وساوس الشيطان ونقضي علي جهوده التي اسفرت عبر سنوات طويلة عن إيقاع العديد من الضحايا وسفك الدماء والخصومات.