لا يمكن أن يكون من افتعلوا مواجهة مفاجئة مع قوات الشرطة بميدان التحرير مساء أول أمس من شباب الثورة.. أكثر من 08٪ ممن رأيتهم عبر شاشات التليفزيون بلطجية و»صيع« ومراهقين لا علاقة لهم بأهالي الشهداء ولا يتصور أن يكون هؤلاء هم المدافعين عن الثورة.. أغلبهم لا يعرف الفرق بين ال»أ« و»كوز الذرة« فكيف يقال أنهم يدافعون عن الحريات والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.. وهل يمكن أن يستخدم شباب الثورة قنابل المولوتوف ؟ ما حدث أول أمس جريمة مدبرة يلقي توقيتها بظلال من الشك حول علاقتها بحكم محكمة القضاء الإداري الذي صدر صباح نفس اليوم بحل المجالس الشعبية المحلية.. فهل كان أعضاؤها وراء تدبير هذه الجريمة ؟ تتابع الأحداث يؤكد أن هناك من خطط لها وهذا ما يجب أن ننتبه له.. فكيف يتحرك من أدعوا أنهم من أهالي الشهداء بعد رفض دخولهم مسرح البالون بهذه السرعة إلي ماسبيرو ليجدوا مجموعة كبيرة في انتظارهم ليتوجهوا جميعا إلي ميدان التحرير ومقر وزارة الداخلية ويشتبكوا مع الشرطة ويعتدوا علي المارة والممتلكات العامة بالطوب والحجارة وقنابل المولوتوف بالصورة المؤسفة التي رأيناها .. ولمصلحة من ذلك ؟ ما حدث يؤكد أن هناك من لا يريد لهذا البلد أن يستقر أبدا.. ومن يسعي قاصدا للوقيعة بين الشعب والشرطة والجيش.. وهؤلاء ليسوا من فلول الحزب الوطني فقط كما يشيع البعض لكن هناك بالتأكيد أياد خارجية تحاول العبث بأمن واستقرار مصر حتي لا تقوم لها قائمة مرة أخري وتبقي مشغولة بمشاكلها الداخلية بعيدة عن قضايا المنطقة وعاجزة عن استعادة دورها الاقليمي والدولي. لم يعد هناك مجال للتهاون في مواجهة هذه المخططات ولابد من تصدي الشرطة والجيش بكل قوة وحسم لهؤلاء المجرمين الذين يريدون اشعال النار في مصر.