اختيار السفير محمد العرابي وزيرا للخارجية، هو وضع للأمور في نصابها، ولو لم يكن هو فمن يكون أجدر منه علي الساحة؟! وعندما بشرته قبل أكثر من خمس سنوات بأنه سيكون وزيرا لخارجية مصر، اكتشفت انني لم أكن الوحيد الذي ضرب الودع وبشره بهذه البشري.. فكل من زار ألمانيا، في فترة السنوات الثماني التي عمل فيها سفيرا رأي فيه الدبلوماسية في أزهي صورها، ممزوجة بشيم المصري الخلوق المتواضع.. ببساطة سفير شكلا وموضوعاً. نجح العرابي في أن يصل بالعلاقات المصرية الألمانية إلي درجة غير مسبوقة، صبت في صالح مصر.. وأوجد علاقة بين تلاميذ المدارس، وطلاب الجامعات الالمانية والسفارة المصرية، انعكست في ارتفاع غير مسبوق في الحركة السياحية الوافدة لمصر. تعرفت عليه في ألمانيا علي هامش معرض للآثار المصرية في بون، ومرة أخري في برلين، وفي كل مرة تتجدد عندي البشري التي كانت أقرب إلي أمنية كادت ألا تتحقق بعد أن انهي الرجل سنوات خدمته، وحاول الطابور الخامس واعداء النجاح دفن موهبته في شيء آخر غير الدبلوماسية. أهلا بالعرابي وزيرا للخارجية وبالعربي أمينا عاما لجامعة الدول العربية.