»النصر والمكس للملاحات» إحدي شركات القابضة للصناعات الكيماوية، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام والمملوكة بالكامل للدولة، وتعملان في مجال إنتاج وتوزيع الملح ومشتقاته وتعتبر من كبري الشركات في هذا المجال وتسيطران علي نحو أكثر من50% من الحصة السوقية. تضم »النصر» ملاحتين، الأولي ملاحة سبيكة علي مساحة 35 كم في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، وتقع داخل محمية الزرانيق للطيور وتعتبرأفضل ملاحة علي البحر المتوسط وإنتاجها متميز وله شهرة عالمية فهي بعيدة عن أي مصادر للتلوث، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 1.2 مليون طن سنويا ويمثل نشاطها 75% من نشاط الشركة. الثانية ملاحة برج العرب علي مساحة 60كم غرب الإسكندرية في منطقة بعيدة أيضا عن مصادر التلوث وتبلغ طاقتها الإنتاجية 230 ألف طن سنويا. أما منتجات الشركة فهي جميع أنواع ملح الطعام والملح منخفض الصوديوم لمرضي الضغط العالي وملح الغسالات وملح الأقراص لمعالجة مياه الغلايات وأجهزة الغسيل الكلوي وملح الحمامات (spa). المهندسة سامية زين الدين، رئيس مجلس إدارة شركة النصر للملاحات، أكدت أن الشركة استطاعت تحقيق فائض ربح بعد الضرائب بلغ نحو 28 مليون جنيه وبلغت الودائع بأنواعها 221 مليون جنيه، وأوضحت أن عدد العمالة بلغ 715 عاملا بالشركة بأجور 46.6 مليون جنيه في العام المالي المنتهي في 30 يونيو الماضي. وأشارت إلي أن الشركة تواجه عددا من التحديات أهمها، إغراق سوق الملح بكميات كبيرة من الملح المنتج من واحة سيوة ومنخفض القطارة والملاحات الخاصة بشمال سيناء، إضافة إلي انهيارالأسعار محليا وخارجيا. وأكدت م. سامية زين الدين ل»الأخبار» أن ارتفاع أسعار جميع عناصر التكاليف ضمن أبرز التحديات ومن بينها ارتفاع إيجار الملاحات ومساحات التشوين بميناء العريش وكذلك مواد التعبئة والتغليف وجميعها مستورد وارتفاع تكلفة النقل بشكل كبير جدا خاصة في العريش إضافة إلي تحدي الأجور حيث تطبق الشركة قانون المناجم والمحاجر. وأوضحت أن الشركة حققت قيمة مبيعات في العام المالي 2016/2017 بلغت 123 مليون جنيه، وأن الشركة تحتفظ بحصة رئيسية في السوق المحلي وسمعة عالمية، وأشارت إلي أن الشركة نفذت خلال السنوات الماضية توسعات بملاحة سبيكة بالعريش ورفعت الطاقة من 300 ألف سنويا إلي 1.2مليون طن، وكذلك زيادة الطاقة الإنتاجية بملاحة برج العرب من 34 ألف طن سنويا إلي 230 ألف طن. وقالت: تم إجراء تطويرشامل للعمليات الصناعية بإقامة مصنعين لتكرير الملح ومكابس لإنتاج الأقراص وميكنة جميع عمليات التعبئة، وإقامة نظام معلومات يربط ملاحة العريش ببرج العرب بالإدارة العامة بمدينة الأسكندرية. وأن الشركة تهدف إلي الاستفادة من المحلول المر المتبقي بعد حصاد ملح الطعام بالأحواض والذي يحتوي علي عناصر عالية القيمة يتم استيرادها حاليا وتدخل في العديد من الصناعات وذلك من ملاحة سبيكة بشمال سيناء حيث يتوافر فيها الطاقة الإنتاجية الكبيرة والاقتصادية لإقامة هذا المشروع المستقبلي الهام. وأشارت إلي أن استراتيجية الشركة المستقبلية لتحقيق أفضل وضع اقتصادي يكون بتصدير الجزء الأكبر من إنتاج ملاحة سبيكة للخارج خاصة أمريكا وكندا والدول الاسكندنافية التي تحتاج الملح بصفة دائمة وهو ما سيمكن تنفيذه بعد إنهاء ميناء شرق التفريعة للصب أو تطوير ميناء العريش. وفي الجانب الآخر يتم توجيه إنتاج ملاحة برج العرب لتغطية احتياجات السوق المحلي وتصدير مشتقات الملح ويتم حاليا دراسة إمكانية زيادة الطاقة الإنتاجية وما يتطلبه ذلك. أما شركة المكس للملاحات، ثاني الشركات التابعة للقابضة الكيماوية في مجال نشاط الملح، فقد حققت إجمالي إيرادات العام المالي الماضي بأكثر من 148 مليون جنيه، وخلال الربع الأول من العام المالي الحالي حققت 31.6 مليون جنيه، ويبلغ عدد العاملين 855 عاملا بإجمالي أجور 67 مليون جنيه، وحققت الشركة صافي ربح 17.2 مليون جنيه. وتتنوع منتجات الشركة بين الملح الخشن والمغسول والفاخر والمكرر، ويبلغ إنتاج مصر من الملح 5.1 مليون طن حصة المكس للملاحات نحو 25% بإجمالي إنتاج 1.3 مليون طن، وبلغت صادرات الشركة إلي الخارج 265 ألف طن بقيمة 52 مليون جنيه. اللواء مهندس علاء الشريف، رئيس الشركة، أكد ل»الأخبار»، أن المكس تواجه العديد من التحديات أبرزها المنافسة الشرسة نتيجة لظهور العديد من ملاحات القطاع الخاص المصرح لها قانونا وغير المرخصة أيضا والمنتشرة في أنحاء الجمهورية والتي لا تتحمل أعباء وانخفاض تكاليفها مما يجعلها منافسا قويا، فضلا عن ارتفاع تكاليف عوامل الإنتاج وزيادة الأجور والمرتبات للعاملين. وأوضح أنه يجري حاليا خطط للتطوير بالشركة بإحلال وتجديد مصانع التكرير ورفع الطاقة الإنتاجية فضلا عن تعظيم الاستفادة من المحلول المر بغرض توفير عائد اقتصادي مع زيادة الإنتاج وتحسين جودته. من جانبه أكد السفير ياسر النجار، رئيس مجلس ادارة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، أن شركتي المكس والنصر للملاحات التابعتين للقابضة بينهما تشابه في كثير من النتائج والمشاكل والظروف التي تواجههما. وأوضح النجار أن من بين أوجه التشابه مشكلات تتعلق بالنشاط، خاصة بالنسبة لتطوير انتاجية الملاحات الخاصة بهما سواء ملاحة المكس وملاحة بورسعيد التابعتين لشركة المكس للملاحات والتي حققت أرباحا 17 مليون جنيه، وملاحة سبيكة بالعريش وملاحة برج العرب بالإسكندرية التابعتين لشركة النصر للملاحات والتي حققت أرباحا 28 مليون جنيه. وأشار إلي أن المشاكل بهما تطابق والجمعية العامة وجدت أنه علي الشركتين التركيز علي حل هذه المشاكل الفنية بالملاحات لتحسين جودة المنتجات لكي تستطيع المنافسة في الاسواق المحلية والخارجية، وخلق أنشطة مستحدثة وتعزيز النظام التسويقي للشركتين، حتي لا تتعرض هذه الشركات للخسائر من النشاط الرئيسي لها خلال الفترة القادمة، ويمكن التعامل معها من منطلق واحد للشركتين. وكشف النجار عن أن الجمعيات العمومية لكل الشركات ضمت أعضاء جددا من ذوي الخبرة، ولديهم من الخبرات ما يشاركون به لرفع كفاءة الشركات، فضلا عن وضع مقترحات أثناء انعقاد الجمعيات من الأعضاء الجدد للرفع من كفاءة الشركات، وأوضح أن الجمعيات العامة للشركات، لا تكتفي فقط بنتائج الأرباح، ولكن الأهم استمرارية النشاط الأساسي للشركة وتعظيم الربحية والتخطيط للنمو والتصاعد ووضع خطة استثمارية للتوسعات.