حصاد مر ممزوج بالأمل – شهدته القضية الفلسطينية خلال عام 2017 وهو يطل علينا بآخر أيامه، وهي القضية الأولي والمركزية للعرب قبل أن تتراجع علي مدار السنوات الماضية خاصة بعد الربيع العربي وتفاقم أزمات كثيرة في المنطقة سواء داخليا أو خارجيا.. وشهد الملف الفلسطيني عودة قوية مع بداية 2017 الذي يواكب المئوية الأولي لوعد بلفور بعد قرار مجلس الأمن بإدانة الإستيطان دون لجوء واشنطن لإستخدام الفيتو بشكل ضمن عودة القضية لإستعادة موقعها علي الاجندة الدولية وما هو شهده العام الحالي بالفعل سواء علي مستوي الصعيد الداخلي بنجاح القاهرة في إتمام المصالحة الداخلية او علي الصعيد الخارجي بكشف الرئيس الامريكي ترامب عن نوايا التي ظلت محل شك بسبب ضبابياتها خلال شهور الأولي لرئاسته إلي أن كشف عنها وقرر نقل سفارة بلاده للقدس وإعتبارها عاصمة لأمريكا في إسرائيل، وهو ما حقق النجاح للقضية الفلسطينية علي الرغم من خطورة القرار المتهور، عن طريق حصول فلسطين علي الدعم الدولي الرافض للقرار الأمريكي. ولعل الحدث الأهم علي الصعيد الفلسطيني الداخلي خلال 2017 هو نجاح القاهرة في توقيع إتفاق مصالحة بين حركتي »فتح» و»حماس»، في 12 أكتوبر بعد عشر سنوات شهدت تعثر العديد من المبادرات التي تسعي لتقريب وجهات النظر بين الحركتين الأهم علي الساحة الفلسطينية، وقضي الإتفاق بتمكين »حكومة الوفاق»، من إدارة شئون قطاع غزة، بالإضافة لملف المصالحة، كما شهدت الأوضاع الفلسطينية نجاحا اخر علي المستوي الميداني بعد نجاح المقاومة الشعبية والضغط العربي من الدخول إلي المسجد الأقصي للمرة الأولي بعد إغلاقه لمدة أسبوعين بسبب مقتل شرطيين إسرائيليين علي يد ثلاثة شبان فلسطينيين، 14 يوليو، وأغلقت قوات الإحتلال المسجد ومنعت صلاة الجمعة فيه للمرة الأولي منذ احتلال القدس عام 1967، ووضعت الحواجز علي مداخل البلدة القديمة، وبدأت بتركيب بوابات إلكترونية والكاميرات علي مداخل المسجد، إلا أن الفلسطينيين رفضوا الاجراءات وأدوا الصلوات خارج المسجد الاقصي ومع تزايد الضغط الشعبي اضطرت إسرائيل في 25 يوليو، إلي وقف استخدام البوابات الإلكترونية واستبدالها بكاميرات مراقبة إلي أن أعلنت في 27 يوليو الجاري، إزالة كافة اللإجراءات الأمنية التي اتخذتها في محيط الأقصي.. علي الصعيد الخارجي إستطاعت السلطة الفلسطينية أن تحقق نجاحا علي المستوي الدولي بعد حصولها علي أغلبية تصويت اعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة علي مشروع القرار الخاص الذي يدعو الولاياتالمتحدة إلي سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو نجاح موجه ضد السياسة الأمريكية وليس ضد إسرائيل، بالإضافة إلي إعلان السلطة الإسراع بخطواتها للحصول علي دعم الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمحكمة الجنائية الدولية، والعمل علي ملف الاعترافات تحديداً مع الدول الأوروبية خلال العام القادم الذي يترقبه الفلسطينيون علي أمل ان يكون عام الحسم في الملفات العالقة.