لا تتوقف جهود الأزهر في إطار دوره لمواجهة الإرهاب والتطرف وتفنيد الشبهات التي يروج لها الغلاة والمتشددون وينتج عنها العنف والجرائم التي ترتكب باسم الدين..وفي إطار ذلك أصدر مجمع البحوث الإسلامية مجموعة من الكتب المهمة مؤخرا نلقي الضوء عليها،ونلفت النظر إلي جهود مركز الأزهر العالمي للرصد والترجمة والفتوي الإلكترونية في إطار تحركاته العملية الميدانية مؤخرا بين شباب الجماعات في محاولة لتحصينهم من الوقوع في براثن الجماعات المتطرفة. في البداية يشير د. محيي الدين عفيفي الأمين العالم لمجمع البحوث الإسلامية إلي أن جهود الأزهر لم ولن تتوقف في إطار رسالته لنشر دين الله كما أراده سلاما للبشرية وتزكية للأخلاق ودعوة للإعمار وتتنوع هذه الجهود ومنها إصدار مجموعة من العناوين المهمة تباع بمبالغ لا تتعدي الثلاث جنيهات في إطار محاربة الأفكار التكفيرية والتطرف ومنها كتاب »تصحيح المفاهيم» الذي يأتي مواجهة للفكر المتطرف ومجابهة للغلاة المتشددين الذين حرفوا النصوص وأولوها تأويلا يبعد بها عن حقيقتها فأدخلوا في الدين ما ليس منه وزجوا به في مفاهيم التيارات السياسية وتخفوا وراء الشعارات الدينية. صياغة خطاب رشيد ويوضح أنه تم أيضا إصدار كتاب بعنوان »تصحيح المفاهيم» وهو محاولة لمواجهة التطرف والإرهاب من خلال حوار فكري هادف بعيد عن التعصب والغلو في وقت تعاني فيه الأمة الإسلامية والعربية والعالم أجمع من أفكار تهدد الأمن وتشعل الفتن بسبب فهم المتطرفين الخاطئ للنصوص وانحرافهم بها عن معناها الصحيح ومن ثم رتبوا عليها أحكاما تبرر أفعالهم فكان علي الأزهر أن يصحح المفاهيم وان يبذل الجهد في سبيل صياغة خطاب ديني واع رشيد يتأسس بنيانه علي القرآن الكريم والسنة والنبوية،كما عالج الكتاب كثيرا من النصوص المتعلقة بالخلافة ونظام الحكم وناقش خطورة تكفير المخالفين وما يترتب عليه من استباحة الدماء وصحح مفاهيم الحاكمية. ويضيف أنه تم إصدار كتاب أيضا بعنوان: »الإرهاب وخطره علي السلام العالمي» وفيه يحذر الأزهر من أن خطر الإرهاب لم يعد قاصرا علي موطن بعينه وإنما هو يعيث في الأرض فسادا مهددا الأمن والسلم العالمي وكأنه طوفان لا يفرق بين الناس وهو الامر الذي يستلزم مجابهة عالمية لاستئصاله وتدمير قوته وتخليص المجتمعات من خطورته. ويلفت إلي أن أهمية الكتاب تكمن في أن للمتطرفين أفكارا استعدت كثيرا من شعوب العالم ضد الإسلام وزرعت روح الكراهية ضد المسلمين فكان علي الازهر وعلماء المسلمين مجابهة هؤلاء المتطرفين من خلال معالجة تقوم علي عناصر توعوية وحوارات فكرية وتنموية واقتصادية.. ويمثل الكتاب دعوة لنشر ثقافة التعايش السلمي في المجتمع. حملات مستمرة ويضيف د.محمد سيد ورداني المنسق الإعلامي لمجمع البحوث الإسلامية أن المجمع يعقد دورات بصفة مستمرة للوعاظ لتدريبهم علي رصد الشبهات والأفكار المتطرفة وكيفية الرد عليها ويقوم علي هذه الدورات أساتذة متخصصون في العقيدة من جامعة الأزهر،كما يتم تنظيم حملات مستمرة للوعاظ في المعاهد الأزهرية ومدارس التربية والتعليم والمصانع والأندية للتوعية في موضوعات مختلفة وآخرها الحملة التي أطلقها المجمع لتوعية جميع المواطنين بحرمة قتل النفس البشرية وحرمة استهداف دور العبادة، وتستهدف أيضا توعية المواطنين بالمرحلة التي يمر بها الوطن في الحرب ضد الإرهاب الذي أصبح يهدد جميع المواطنين، وأنه لا يليق بالمواطن المصري الأصيل أن يتعاون أو يتعاطف أو يتستر علي أي إرهابي أو تكفيري، لأن ذلك يهدد سلامة الوطن والمواطنين، وأن الوقوف ضد الإرهاب ومقاومته بكل الوسائل واجب ديني ووطني وضرورة تمليها التحديات الراهنة التي يمر بها الوطن. ويلفت إلي أن موقع المجمع الالكتروني للفتوي يتلقي مئات الأسئلة من داخل مصر وخارجها يوميا ويتم الرد عليها ومعظمها حول كيفية مواجهة التطرف والجماعات المتطرفة والرد علي أفكارها وتفنيد شبهاتها. في الميدان ويوضح د. يوسف عامر نائب رئيس حامعة الأزهر والمشرف علي مركز الأزهر العالمي للرصد والترجمة والفتوي الألكترونية إن مهمة المركز في نشر صحيح الدين وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة تتمثل في الرصد لما يروج من مفاهيم مغلوطة وتفسيرات خاطئة للآيات والأحاديث النبوية والعمل علي تصحيحها للشباب ولأعضاء هذه التنظيمات بهدف الحد من استقطاب آخرين لهذه الجماعات. ويقول أنا أحارب الإرهاب من خلال العمل علي عدم اتساع دائرته وانتشاره كمن يفرض كردونا حول منطقة موبوءة لمنع انتشار الوباء ورسالتنا موجهة للعالم كله ونقوم بتنظيم حملات الكترونية عالمية لتوضيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة من خلال شباب المركز والمرصد. ويضيف: أطلقنا حملات ميدانية في الجامعات بدأناها بجامعة الأزهر وسيتم تعميمها في بقية الجامعات حيث يتم تنظيم ندوات لشباب المرصد ومنها ندوة عن»فكر التنظيمات الإرهابية » تم فيها عرض هذه الأفكار وتبيان خطئها وقد وجدت هذه الندوات اقبالا كبيرا بين طلاب الجامعة حيث امتلأت المدرجات وتلقينا أسئلة مهمة جدا نبهتنا لما يفكر فيه الشباب وجعلتنا نكثف ما نعرضه الكترونيا في المرصد من إجابات ومعلومات تعكس ما يدور في أذهان الشباب وتقدم لهم وجبة دسمة فيما يتعلق بهذه المنطقة من الأسئلة وبهذا نحن نعمل بمنطق استقصاء ما يطلبه الشباب وهو الجمهور المستهدف لنا والعمل علي توفيره لهم سواء عن طريق الندوات أو الكتيبات أو الفتاوي والمعلومات الالكترونية.