أشعر بقدر كبير من التفاؤل في مستقبل الوطن باهتمام القيادة السياسية بالشباب باعتبارهم نصف الحاضر وكل المستقبل.. الرئيس السيسي مؤمن إيماناً كاملا بقدرات الجيل القادم علي مواجهة كل التحديات.. فعندما يواجه تعنت مديرة إحدي الندوات بمنع أحد الشباب وأعتقد أنه صعيدي جريء من التحدث عن اختراع كلية صناعية بالنداء عليه ليطرح فكرته أمام منتدي الشباب واستلام »سي.دي» يحمل اختراعه فهذا تقدير من الرئيس لحماسة أبنائنا وطموحاتهم غير المحدودة.. ومازلنا نذكر تجاربه مع أحد أبناء أسوان وذهابه معه إلي موقع صرف أحد المصانع.. صحيح أن ليس كل من يشارك في المنتدي العالمي هم خيرة أبناء الوطن فهناك الكثيرون يحلمون بسماع أصواتهم والتعرف علي أفكارهم وطموحاتهم.. لكن المنتدي لن يسع لكل شباب مصر الذي يمثل حوالي 38٪ من عدد السكان.. ومن المؤكد أن هناك قواعد لاختيار ممثلي البلد.. وسوف تأتي فرص أخري لآخرين في مؤتمرات محلية ودولية قادمة لكن عجلة الحياة دارت منذ المؤتمر الوطني الذي عقد عام 2015 في شرم الشيخ مروراً بأسوان والاسكندرية.. ونظراً للفائدة العظيمة لمثل هذه المنتديات طالب شاب نيجيري بعقد مثل هذا المنتدي مرتين أو ثلاثا كل عام لكن الرئيس رد بصعوبة ذلك لكنه أشار إلي أمر غاية في الأهمية وهو يتحدث عن إقامة خط للسكك الحديدية يمر بكل أو أغلب الدول الافريقية ليكون بمثابة شريان حياة بين دول القارة.. ويحسب للرئيس وهذه ليست مجاملة اهتمامه بالشباب والانفتاح علي أفريقيا وكلاهما تم تهميشهما كثيراً في السنوات السابقة فلا يمكن إهمال طاقات الشباب ولا التعاون مع الأشقاء الأفارقة.. لهذا اقترح تنظيم مؤتمرات في كل محافظة علي حدة يقدم فيها الأبناء رؤاهم لمستقبل الإقليم وأن تقوم لجنة بتسجيل الأفكار والرؤي وتعرض علي المسئولين الذين يفترض حضورهم مثل هذه المنتديات لكن أهمية التسجيل أن تكون وثيقة ملزمة للمسئولين بتنفيذ الأفكار الايجابية.. وأن تشارك مصر في المنتديات القارية بحضور شبابنا لتوسيع دائرة التعارف والتكامل.. لدينا طاقات كثيرة معطلة بين الجالسين علي المقاهي أو النواصي تحتاج لنظرة موضوعية من الدولة لبحث مشاكلهم خاصة أن أغلبها يتعلق بأزمة البطالة التي تتجاوز الملايين.. وإذا نجحت الحكومة في استيعاب هذه الطاقات بأفكار خارج الصندوق فستكون قد ضربت أول معول في معقل الإرهاب.. فهل ندرك هذا الأمر جيدا أم نظل نتجاهل هذه الطاقات المعطلة.