لم تكن دموع جموع المصريين التي انسابت علي ضحايا حادث الإرهاب الغاشم بالواحات مساء الجمعة دموع حزن وألم لفقدان أبطال ساهرة لحماية الوطن بل كانت أيضا دموع تحد لدحر الإرهاب ومصادر تمويله وكأن لسان حال الشعب يقول: والله ماهنسيبهم. رأيت التحدي في عيون الأطفال في مآقي الشباب وفي ملامح الرجال والنساء الكل في واحد حالة عامة تسيطر عليها النقمة علي الإرهاب اللعين الذي يقتلع زهور الوطن.. تبا للإرهاب فها هم أهالي الشهداء رغم أحزانهم يعلنون التحدي فأحدهم يقول إن ولدي الشهيد كان وحيدي ولو عندي عشرة لأرسلتهم مكانه.. ووالد بطل آخر يصر علي أن شقيق الشهيد سيأخذ مكانه ليأخذ بثأره وثأر زملائه من الشهداء الأبرار. يا لها من ليلة بات فيها الشعب حزينا يعتصره الألم وسط مزاعم لمواقع وقنوات مأجورة تبث أخبارا عن أرقام ضحايا تهتز لها الجبال وليست القلوب.. سيولة من الأخبار الكاذبة والأرقام المهولة وجميعها تصب في هدف زرع الإحباط في نفوس الشعب.. ناهيك عن تحليلات وافتراضات غريبة تصدر من كل حدب وصوب وفجأة أصبح المحللون بالآلاف فالكل أصبح خبيرا في الشئون الاستخباراتية والخطط الأمنية. ومع كل العذر والاحترام والتقدير لأجهزة الداخلية في التروي قبل إصدار بيانات في مثل هذه الحوادث لكن في عالم النت ومواقع التواصل وفضائيات بأعداد الليمون لابد أن تكون استجابتنا أسرع في ظل حقيقة أن حروب الجيل الرابع قوامها الشائعات والمعلومات الكاذبة. علي المجلس الأعلي للإعلام ونقابة الإعلاميين بدلا من الانشغال في تنازع سلطات حول من أحق بوقف برنامج أن يوحدا جهودهما في إعداد معايير واضحة محددة لا لبس فيها حول كيفية تعامل الإعلام المرئي أو المسموع أو المكتوب في مثل هذه الأحداث وفي الوقت نفسه الاتفاق مع الجهات الأمنية علي صيغة ما تضمن وصول المعلومة الصحيحة للمواطن وفي الوقت المناسب حتي لا نتركه فريسة للشائعات. أيضا علي أجهزتنا البلوماسية أن تبذل جهودا أكبر وفي جميع المحافل الدولية لتوضيح صورة أن الإرهاب ظاهرة عالمية ويستهدف فكرة الدولة الوطنية في المقام الأول وعلي الجميع المشاركة في مواجهته وليس الاكتفاء بالشجب والتنديد. يقينا الإرهاب ليس نبتا شيطانيا يأتي هكذا مع الرياح لكن لابد له من يخطط ومن يمول ومن يأوي ويدرب عناصره وحتما له من يقدم خدمات لوجيستية تمكنه من تنفيذ عملياته وإمداده بالمعلومات والسلاح ومحاصرة الإرهاب لابد وأن تكون شاملة لكل هذه العناصر ما يستلزم بالضرورة تكاتف المجتمع الدولي بأسره ضد هذه الآفة اللعينة. علينا أن نتوحد لمواجهة هذا الخطر الذي يجسم علي نفوس العالم أجمع وألا يصيبنا اليأس والإحباط من عمليات إرهابية ينفذها المارقون هنا أو هناك فالهدف الأكبر لمثل هؤلاء إسقاط الدول وتقسيمها وتحويلها إلي أوصال وأهم وأبرز عناصر المواجهة التكاتف والتوحد ضد هذا العدوان الذي يأنس للظلام ويطرب لأصوات الخفافيش ويتغذي علي الدماء. كلي أسف علي كل من يلمح بحركة أو كلمة أو افتكاسة عن قصور أمني في حادث الواحات أو غيره من الحوادث فهذه الأمور من اختصاص الأجهزة المختصة التي لاشك أنها تقيم كل عملياتها بدقة بالغة وهي التي تمتلك كل المعلومات التي تضمن حكماً عادلاً عن وجود تقصير أم لا؟ ولابد أن نعرف أن مثل هذه العمليات تستهدف في الأساس زرع الشكوك تجاه أبطالنا البواسل من الجيش والشرطة الذين يواصلون الليل بالنهار ساهرين لحماية الوطن. تحية إجلال وتعظيم لكل شهيد أو مصاب سقط فداء لتراب الوطن ومقدراته.. تحية حب واحتواء لكل أم فقدت فلذة كبدها فداء لوطنه.. تحية وقبلة علي الجبين لكل أب فقد سنده وامتداده.. تحية حنان وتضامن مع كل طفل أو طفلة فقدت حاميها وراعيها وهو يدافع عن تراب الوطن. كلمات التعاطف والتضامن وحدها لا تكفي لتعويض هؤلاء مع يقيني أن كنوز الدنيا لا تكفي لتعويضهم لكن علينا توفير كل سبل الرعاية لأسر الشهداء وأناشد مجلس النواب بسرعة الموافقة علي القانون الخاص بتعويض أسر الشهداء فهم الأحق بكل الرعاية. حرف ساخن: وسط الظلام لابد أن تظهر بقعة نور تقشع الظلام ووسط الأحزان لابد وأن تبرز نبرة فرح تداوي الأحزان.. وهكذا نجح نجوم الأهلي البطل في إسعاد الشعب المتشوق للفرحة التي جاءت بالستة في شباك النجم الساحلي.. كل التوفيق للمارد الأحمر في أن يعود من المغرب بعد مواجهة الوداد محملا بالبطولة الأفريقية.