تنظم دار الإفتاء المصرية مؤتمرها العالمي الثالث عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لمدة ثلاثة أيام بدءا من الثلاثاء القادم تحت عنوان “دور الفتوي في استقرار المجتمعات” ويأتي المؤتمر كخطوة عملية للرد علي الفتاوي الشاذة والتصدي لها بطريقة علمية رصينة. تناقش محاور المؤتمر: الفتوي ودورها في تحقيق الاستقرار، والفتوي في مواجهة الإفساد والتخريب، والفتوي ودورها في دعم البناء والعمران، ويشمل ورش عمل للعصف الذهني حول الفتاوي المتشددة والفضاء الإلكتروني، وتدور مناقشاتها ايضا حول، وتجربة دار الإفتاء المصرية في التعامل معه، وفوضي الإفتاء ووسائل الإعلام. وأكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن اختيار قضية »دور الفتوي في استقرار المجتمعات» عنوانا لمؤتمر الأمانة كان اختيارا حتميا مناسبا؛ نظرا لما يعتري العالم من حالة الفوضي والاضطراب إثر انتشار الفتاوي المضللة غير المؤصلة علميّا والموجهة سياسيا ، ومن ثم فقد كان لزاما علينا بيان القواعد والضوابط التي يجب أن يلتزم بها من يمارس الإفتاء. وأوضح أن عودة الاستقرار إلي حياتنا الاجتماعية والسياسية والدينية مرهون بالقضاء علي هذا الخلل ومواجهة هذا الخطر، وهذا يحتاج إلي تضافر جهود علمائنا الأجلاء وتقديم أبحاث علمية جادة لتفكيك الفكر المتطرف، وهذا ما تعمل عليه الأمانة من خلال عقد مثل هذه المؤتمرات. وحول جدوي إقامة مثل هذه المؤتمرات أكد أن هذه الجهود العلمية حتي تؤتي ثمارها لا ينبغي بحال أن تكون حبيسة الأدراج والأروقة العلمية وقاعات المؤتمرات؛ فتظل شيئا مجردا يتداوله العلماء والمتخصصون دون أن يمتد أثره إلي إعلامنا ومدارسنا وجامعاتنا وأنديتنا، وكذلك إلي شبكة المعلومات ومواقع التواصل، ومن ثم فإن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تعمل علي تحويل هذا الجهد العلمي إلي صور مختلفة سهلة تتناسب مع لغة العصر، وفهم الأجيال الجديدة وبلغتهم، وتعمل أيضًا علي تحويلها إلي برامج تستفيد منها جميع المؤسسات والمدارس والجامعات علي مستوي العالم. وأشار إلي أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم قدمت عددًا من المشروعات التجديدية الهامة لتصحيح مسار الفتوي، أهمها تدريب وإعداد الكوادر الدعوية من خارج مصر خاصة الدول الأوروبية؛ أولا وثانيا تمكينهم من استيعاب جميع الأفكار والشبهات التي يروج لها المتطرفون وتدريبهم علي كيفية التعامل معها والرد عليها، ومن المشروعات المهمة التي تبنتها الأمانة أيضا إعداد موسوعة علمية باللغتين العربية والإنجليزية،الهدف منها تفكيك ونقد فتاوي التطرف والتشدد. وأشاد الدكتور علي جمعة - مفتي الجمهورية السابق وعضوهيئة كبار العلماء بالأزهر -بفكرة المؤتمر العالمي للإفتاء وتوقيته، مؤكدا علي أن المؤتمر سيضع حدا لفتاوي الضلال والعبث، التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات دينيا واجتماعيا واقتصاديا. وأوضح أننا اكتوينا بنار فتاوي الضلال التي زعزعت أمن واستقرار المجتمعات، وأشاعت الكراهية بين الناس، وبررت القتل والذبح، وحولت حياة الناس إلي جحيم، مما يجعلنا في أمس الحاجة لمثل هذه المؤتمرات التي تناقش هذه الظاهرة بصورة علمية للخروج بنتائج قابلة للتطبيق علي أرض الواقع، لذلك فإن اختيار موضوع المؤتمر العالمي للإفتاء هذا العام عن “دور الفتوي في استقرار المجتمعات” كان اختيارا موفقًا.