حظيت السويس باهتمام من القيادة السياسية، لحل ازمة الوحدات السكنية التي ارتفعت أسعارها وزادت علي نصف مليون جنيه نتيجة لقلة المعروض، وجاءت مدن الإسكان الاجتماعي الجديدة وعددها 4 مدن لتحل الأزمة نسبيا. وعلي الرغم من الاهتمام بذلك المشروع القومي، والمساحات الواسعة التي أقيمت عليها تلك المدن لكن يشوبها بعض القصور يتعلق بالتشطيبات النهائية للوحدات بسبب اهمال المقاولين المسئولين عن التنفيذ والتشطيب. ويضم مشروع الإسكان في السويس 8976 وحدة سكنية، موزعة علي 4 مدن، من بينها 3000 وحدة بمدينة الملك عبدالله، والتي تضم اكبر عدد وحدات، بالإضافة إلي 1128 وحدة بمدينة المستشار عدلي منصور، و2016 وحدة سكنية بمدينة الشيخ خليفة بن زايد المجاورة لمدينة الكبانون المطلة علي خليج السويس. كما تجري أعمال التشطيبات النهائية وتوصيل المرافق بمدينة الدكتور أحمد زويل التي تضم 118عمارة، بإجمالي 2832 وحدة سكنية، وهي مجاورة لمدينة الملك عبدالله. وبدأت أعمال تسليم الوحدات بمدينتي الملك عبدالله وعدلي منصور في سبتمبر 2016، بينما تم طرح كراسات الشروط لوحدات مدينة الشيخ خليفة بن زايد، بعد الانتهاء منها، في الإعلان التاسع لوحدات الإسكان الاجتماعي، وسحب المتقدمون الكراسات من مكاتب بريد السويس في شهر أغسطس الماضي، وبالتزامن مع ذلك تجري أعمال التشطيبات النهائية بمدينة الدكتور أحمد زويل. وتمتاز المدن الجديدة في السويس بطراز معماري متميز حيث تختلف كل مدينة عن الأخري في اللون، لكن يجمعها وحدة التصميم الخارجي وذلك باشراف جهاز تعمير السويس وسيناء، بجانب الهدوء الذي تنعم به تلك المدن الكائنة قرب طريق مصر إيران، بعيدا عن زخم المدينة. إلي جانب ذلك فإن تصميم المدينة راعي تجنب مشكلات الزحام والاختناق المروري بشوارع المحافظة، وذلك بترك مساحات كبيرة للشوارع التي تصل إلي 20 مترا عرضا خاصة التي تربط المدن الجديدة ببعضها، و16 مترا للشوارع الداخلية بين المدن. أما العمارات في المدينتين فكل منها مزودة بباب حديدي كبير، ودرج رخام، فضلا عن وضع خزان مياه سعة 10 أطنان أعلي كل وحدة مخصص للحريق وموصولة مباشرة علي خطوط المياه الرئيسية. لكن تلك المميزات لم تعالج القصور ومعاناة الأهالي اليومية للوصول لمدينتي عدلي منصور والملك عبدالله، بسبب عدم تخصيص خطوط سرفيس لها. ويقول محسن عبدالوهاب، موظف بالشئون الاجتماعية، ومقيم بمدينة المستشار عدلي منصور إن المدينة تضم 47 عمارة كل منها تشمل 24 وحدة سكنية، ويعاني هو وجيرانه يوميا لعدم توفير وسيلة انتقال للمدينة واضطرارهم لركوب السيارات الخاصة بخط مدينة اليسر ثم السير مسافة 300 متر للوصول لمنازلهم. ويضيف أن العقود التي وقعوها مع جهاز التعمير، تضمنت اشتمال المدينة علي نقطة شرطة ووحدة صحية ومخبز وناد رياضي، إلا أن المدينة خالية من تلك الخدمات، فضلا عن خلوها من الأسواق واضطرارهم إلي السير مسافة نصف كيلو إذا ما أراد أي ساكن شراء مواد بقالة ولو بسيطة. بينما يتحدث حامد مشهور، أحد سكان المدينة عن المشكلة الأسوأ، بسبب اختيار موقع المدينة الذي جاء متاخما لخطوط كهرباء الضغط العالي، الممتدة من محطات الكهرباء بالسخنة الي محطة المحولات. ويقول أحمد أبو أنس، من سكان عدلي منصور، إن إجراءات التسليم كانت تتم بحضور لجنة تضم مهندسا من الجهاز ومشرفا من شركة المقاولات المنفذة، ومن المفترض ان يعاين مهندس الجهاز الشقة كاملة التشطيب، ويقر بجودة التشطيبات، لكن في الواقع كانت أغلب الوحدات سيئة التشطيب. ويضيف أن مهندسي الجهاز كانوا يقنعون المستحقين بالاستلام مع وعد أن تتولي شركة المقاولات علاج القصور سواء في مواسير الصرف التي كانت تسرب المياه، داخل الوحدات أو خارجها، مع تغيير البلاط والارضيات غير المتساوية والمشروخة، واصلاح الدهانات الرديئة التي يظهر فيها اختلاط الألوان بصورة تؤذي العين. ويوضح أن المواطنين قبل الانتقال للمدينة كانوا يقيمون في شقق بالايجار بالأربعين وضواحي السويس المختلفة، وأنهوا عقود الايجار، وأمام ذلك كانوا يضطرون للتوقيع علي محضر الاستلام لنقل العفش ومتاعهم سريعا، علي أمل إصلاح العيوب. ويكشف أن سكان 15 عمارة من أصل 47 عمارة يعانون من مشكلة التشطيبات وتحمل كل منهم آلاف الجنيهات لإصلاح ما نفذته شركة الأقصي للمقاولات التي تولت أعمال التشطيبات في ثلث وحدات المدينة. ويشير إلي أن مندوبي شركة الأقصي ظلوا يماطلون في إصلاح تلك العيوب، حتي انتهت مدة ضمان عيوب التشطيب، وأخلت طرفها. بينما الوحدات التي تولت شركة المقاولين العرب تشطيبها الأفضل والأكثر تميزا في المدينة، ولم يتحمل أي ساكن نفقات اصلاح أو صيانة، كونها كاملة التشطيب، ولا تحتاج اي انفاق. في مدينة الملك عبدالله المجاورة التي تفصل أبراج الكهرباء بينها وبين عدلي منصور، لم يختلف الوضع كثيرا، فالتصدعات نالت نصيبها من الطرق الداخلية في المدينة التي تضم 45 فدانا. وذلك نتيجة لان مقاولي الرصف لم يراعوا في الحسابات طبيعة التربة بالمدينة، ولم يهتموا بتدبيش الطرق، فهبط الطريق في بعض المناطق وتصدع في أماكن أخري. كما ظهرت بعض التصدعات والشقوق في حوائط الوحدات، حتي انها باتت ظاهرة للمارة في الشوارع، بسبب اهمال أعمال الانشاءات، فضلا عن تسريب بخطوط الصرف الصحي داخل الوحدات.