كل سنة وانت طيب. قلبك عامر بالإيمان. نفسك يملؤها الرضا. أيامك طيبة حين يكون الخير للجميع. عيدك بسمة علي وجه طفل، ونظرة رضا في عيون تعبت في انتظار الصباح. كل سنة وانت طيب، ووطنك بخير تحرسه عناية الرحمن وإرادة شعب يعرف كيف يتخطي الشدائد، وكيف يهزم الصعاب وكيف يهزم الليل مهما طال، ويستولد الفجر لينشر النور والأمل. كل سنة وانت طيب. لا تسمح لشيء بأن يسرق منك فرحة العيد. أجمل الأعياد ما يأتي بعد »الشقا» من أجله. أجمل ما تضعه في فمك لقمة حلال دفعت ثمنها عرقا طيبا. أروع ما تسمعه قولك »يا رب» وانت تضرب في قلب أعدائك، وأعداء الوطن. مكافأتك العظمي حضن أمك في ساعة رضا وبسمة طفلك وهو يعانقك ويعانق الحياة. كل سنة وانت طيب، يومك- بأغلي التضحيات- أفضل من الأمس، وغدك - بإذن الله- أفضل من اليوم. لسنا أغني الناس لكننا نملك تراثا في قهر الهزيمة وصناعة الأمل. ونملك تاريخا في تعليم البشر معني الإنسانية، ونملك علما بأننا نصنع المعجزات حين نكون قادرين علي اقتسام اللقمة والعرق والرزق الحلال وبسمة الرضا حين نوفي بما وعدنا به أنفسنا. كل سنة وانتم بخير.. رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا. لا تجعلوا شيئا يسرق منكم فرحة العيد. نحن عشاق الحياة لأننا أحباب الخير والحق والجمال. من أكثر منا استحقاقا بأن يحتفي بعيد التضحية والفداء؟! شهداؤنا قدموا الأرواح وهم يدافعون عن كل ما أمرنا الله بالدفاع عنه. عن وطن هو الأروع، وعن شعب هو الأجدر بالتقدم، وعن دين لا يعرف الكراهية، وعن وطن كان علي الدوام حائط صد في الدفاع عن البشرية كلها. من أكثر منا استحقاقا للاحتفال بعيد التضحية والفداء؟! نحن الذين دفعنا- ومازلنا- فواتير الحرب علي إرهاب منحط وعلي فساد فاجر. ونحن الذين نحفر في الصخر لنبني وطنا يستحق كل ما هو خير وأبقي.. دماء أبنائنا أغلي من كنوز الأرض. عرق عمالنا وفلاحينا أطيب من كل العطور. ايماننا لا يهتز بأن القصاص لا بديل عنه مع قتلة شهدائنا، وأن الحساب لابد أن يكون كاملا وعسيرا مع حزب الفساد الذي مازال يمتص ما تبقي من دماء في عروق دولة يتم نهبها منذ عشرات السنين!! لكنهم لن يسرقوا الفرح من الذين يستحقون أن يحتفوا بانتصار الحياة رغم كل شيء، وبما حققوه بتضحياتهم الهائلة من أجل وطن يستحق، وأبناء نرجو أن يكون غدهم أفضل وأجمل. كل سنة وانت طيب. غدا سيكون أفضل بإذن الله لكن من حقنا اليوم أن نعانق الفرح ونحتضن الحياة ونغني لأجمل ما فيها.