لصبر الشعب حدود علي ما يُقترف في حقه من بلطجة وتجاوز ومؤامرات ولصبر الجيش والمجلس العسكري حدود للمظاهرات الفئوية وحالة الفوضي العارمة التي تجتاح البلاد.. ولصبر مصر كلها حدود علي حكومة الدكتور شرف علي التباطؤ والتلعثم في فك شفرات المشكلات والطبطبة وعدم الحسم والرضوخ طوال الوقت للشارع الذي ليس بريئا ولا غير موجه طوال الوقت. شادية.. أسعد.. ككل البشر بكلمات مديح او اعجاب لعمل اقوم به.. قصيدة.. فيلم.. مسلسل.. ولكن سعادتي هذا الاسبوع ليست ككل مرة.. فمن ابدت اعجابها قمة من القمم في كل شيء.. نادرة التواجد ان لم تكن لم تتواجد.. قط منذ احتجابها الاختياري واحترامها لهذا الاحتجاب دون تزيد أو إنكار لماضيها الفني الرائع والمحترم... انها شادية وكفي.. عندما تعبر عن اعجابها بمسلسل قصة حب كما جاء في جريدة الشروق كتابتي له.. فكأنما حصلت علي نوبل في التأليف التليفزيوني.. شكرا.. انها بالفعل - فرحة حقيقية في زمن تعز فيه الفرحة. شاهدت الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح مع اللامعة مني الشاذلي في العاشرة مساء.. ولتقصير مني، كانت المرة الاولي التي استمع فيها اليه.. والحقيقة اعجبت به كثيرا.. متواضع ودمث الاخلاق.. بسيط بشكل ليس فيه الاخلال ومعتز بنفسه دون غرور.. عرض افكاره بترتيب مقنع ورد علي كل الاسئلة بثقة وتلقائية ودون احترافية مصطنعة.. اعجبتني افكار الرجل الذي اعلم انه من تيار المصلحين المتنورين في جماعة الاخوان المسلمين وتمنيت من صميم قلبي الا تكون تلك الاراء الاصلاحية من باب - التقية وهو لمن لا يعرف ان تظهر غير ما تبطن حتي تصل إلي ما تريد. جمعتنا جلسة.. المجتمعون كانوا مجموعة من اكبر منتجي الدراما المصرية والدكتور سامي الشريف القائم باعمال وزير الاعلام وقيادات التليفزيون والاذاعة وصوت القاهرة وأخيرا قامت الشئون المعنوية بالقوات المسلحة وعلي رأسها السيد اللواء اركان حرب اسماعيل عتمان باستضافتنا بكرم وبأريحية.. وكان الموضوع المطروح شاشة التليفزيون المصري في رمضان.. قالوا وقلنا.. واهم ما اتفقنا عليه ان تلك الشاشة يجب ان تظل رائدة وان تثبت للعالم ان الثورة لن يكون لها تأثير سلبي علي الاعلام المصري.. اختلفنا كثيرا ولكن النقطة الوحيدة التي لم نختلف عليها.. هي.. حب مصر والانتصار لثورتها. بمناسبة التليفزيون المصري.. رفع المحتجون في بداية اعتصامهم اسماء معينة يريدونها لإيمانهم بأنهم من ابناء التليفزيون المصري ويتسمون بالنزاهة والشفافية والاحترافية وكانوا فاعلين في الثورة وكان علي رأس هؤلاء.. الاستاذ حمدي قنديل فلما جاء مع اخرين رفضه المحتجون الذين طالبوا به.. وهددوا بتسويد الشاشة.. بعض الاحيان الكي بالنار يصبح علاجا. ينطبق موضوع الكي بالنار كعلاج علي الاخوة المسيحيين المعتصمين أمام ماسبيرو وقد باءت معهم كل الجهود بالفشل حتي عندما طالبهم البابا شنودة الرجل الوطني المصري وله ما له من تبجيل واحترام بفض المظاهرات تجنبا لمصادمات حدثت وسوف تحدث ورفضوا الاستماع اليه.. كما قلت في مقالة سابقة ان بعض السلفيين يستقوون بالشارع: أقول ان بعض المسيحيين يستقوون بالخارج. هناك أسماء لصحفيين عندما يكتبون حتي في نفس الموضوع الذي يكتب فيه كثيرون.. دائما يحملون وجهة نظر مبتكرة وخلاقة ويغردون خارج السرب.. فيصبح طعم كلامهم مختلفا وجميلا ومثيرا للشهية.. فينتظرهم القراء وانا منهم كل يوم.. من هؤلاء الزملكاوي الصديق عمر طاهر.. والاهلاوي - الصديق ايضا - بلال فضل الذي اعتبره - وهذا اسكندراني - سيد درويش الصحافة. قائمة سوداء في مصر وقائمة سوداء في كان.. كل هذا والثورة كانت بيضاء. كريم بنونة.. سالي زهران.. خالد سعيد.. وشهداء الثورة المصرية.. عندما تنظرون الي ما يحدث في مصر الآن من جنات العلي.. هل تحسون في العين حسرة وفي القلب غصة؟!