كان من الطبيعي ان يترقب العالم العربي المثقل بالهموم والمشاكل ومعه الكثير من دول العالم ما سوف يقوله تميم رأس النظام الحاكم في قطر الراعي والداعم للارهاب عبر خطابه الذي استهدف تناول تداعيات تصاعد أزمته مع الدول العربية مصر والسعودية والإمارات والبحرين. هذا الخطاب اتسم بفقدان التقدير السليم لمصلحة الدولة التي يحكمها وما يمس أمن واستقرار الدول العربية وهو ما ينطبق عليه المثل الذي يقول »سكت دهرا ونطق كفراً» هذا الخطاب المرتقب الفارغ من المضمون والمعني جاء بعد مضي 45 يوماً بالتمام والكمال علي قرار الدول الاربع ذات الثقل في العالم العربي بمعاقبة وحصار نظامه الحاكم. القرار الذي وضع موضع التنفيذ تشكل من 13 مطلبا تركزت في جوهرها علي حتمية إقدام هذا النظام علي وقف رعايته للإرهاب وانهاء علاقته به كشرط لوقف العقوبات. ظهر هذا التميم أثناء إلقاء خطابه مهزوزا ومضطربا وغير متوازن. في مواجهة المأزق الذي ورّط نفسه وبلده فيه بفعل سياساته الارهابية. إنها من موروثات ابيه حمد بن خليفة المتسلط عليه والذي تولي الحكم بعد الانقلاب علي أبيه الشيخ خليفة عام 1995. حاول تميم في إطار محاولته تبرئة تخبطه.. مواصلة تضليله للشعب القطري المغلوب علي أمره بادعائه كذبا وافتراء أن قرارات الدول الاربع موجهة ضد هذا الشعب. وصل الي قمة هذا الخداع عندما دعا إلي الحوار - دون أن يذكر علي أي أساس - لحل أزمته مع الأمة العربية. قال ان قطر مستمرة في سياساتها التي تعكس سيادتها. تناسي هذا التميم أنه لا يمكن لأي منتم للعروبة أو الاسلام يقبل بهذه السياسات التي ترتكز علي التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وتمويل الارهاب بأموال الشعب القطري للإضرار بأمن واستقرار الدول العربية. لم يتناول في خطابه الدور التخريبي العميل الذي يقوم به بوقه الاعلامي »الجزيرة» لصالح هذه الاستراتيجية. لم يتبادر إلي ذهنه وهو يهذي أن حكمه لقطر يقوم علي الحديد والنار. في إطار مسلسل الخداع والتضليل من جانب الحكم القطري.. لجأ إلي ممارسة اللف والدوران حول الحقيقة الدامغة التي تشير باصابع الاتهام الي تورط هذا النظام حتي النخاع في دعم ومساندة الارهاب. تأكد ذلك باعلانه عن تعديلات فيما يسمي بمكافحة الارهاب. هذا التعديل استهدف مسايرة الاتفاق التضليلي الذي تم توقيعه مع وزير الخارجية الامريكي. أنهم يعتقدون بإمكانية استمرار عمليات التضليل بهذا الكلام المكتوب علي الورق والذي لا يمكن ترجمته علي أرض الواقع إلي سلوك صادق وواضح وحاسم تجاه تحالفه مع الارهاب. من الطبيعي وعلي ضوء خطاب تميم الذي اتسم بالهذيان والاهتزاز والاستعباط أن يأتي رد الدول العربية الاربع التي عانت كثيراً من تصرفات حكام قطرغير المسئولة.. حاسماً وقويا.. قالت في بياناتها وتصريحاتها ان لن تتخلي عن المقاطعة والحصار الا بعد الالتزام بمطالبها وشروطها. لا توصيف للطريق الذي يسير فيه تميم ومحرضوه سوي انه اصرار علي تفعيل المثل الذي يقول »دبور زن علي خراب عشه»!